انبثق عنها تفكير آخر، وهو تحطيم الروابط التي تفرق بين الوطنيين في أي مجتمع وبينهم كأقلية نازحة إلى هذا المجتمع أو ذاك. وأقوى رابط بين هذه الروابط كان الدين، أو بعبارة أخرى كانت المسيحية .. فإذا أضعفت المسيحية أو تلاشت لم تكن هناك في المجتمع أكثرة مسيحية وأقلية يهودية، ولم يكن من المنتظر في غد أن تظل نظرة التحقير إلى اليهود.
ومن أجل توهين روابط الدين بين الأكثرية في المجتمعات الأوروبية كان التشجيع على العلمانية في الدول الرأسمالية .. والتشجيع على الإلحاد العلمي في الدول الماركسية أو الاشتراكية، إذ أن كلاً من العلمانية والإلحاد العلمي يدفع إلى «العالمية» وزوال حدود الوطنية والعنصرية والشعوبية .. الخ. ثم كانت الماسونية في نظامها السري الرهيب.
وإذن العقلية اليهودية هي عقلية علمانية .. وعقلية الاشتراكية أو الماركسية .. وعقلية الماسونية، والغريب أن نظام الماسونية نظام نافذ، ومقاومته صعب في تتبعه، إذ يبدو للأعضاء أن كل عضو يفعل ما يراد منه دون أن يعرف شخص آخر ماذا يصنع؟ ولحساب من؟ فهو «حُرٌّ» من غير رقابة، كما يعتقد!.
في تطبيق الماسونية:
وفي تطبيق هذا الاتجاه يحاول الأقوياء من الأجانب الحريصون على نشره في المجتمعات الإسلامية أن يضعوا الأشخاص «المناسبين» من الوطنيين في مراكز القيادة في الاقتصاد بالذات، وفي التوجيه الإعلامي والسياسي، وبطرق غير مباشرة «يتوسط» ممثلو هؤلاء