التجربة الحسية وملاحظتها. وقليل أيضًا من المثقفين يدرك أن «التطور» قانون من قوانين «العلم»، على معنى: أن المعارف البشرية خاضعة للتطور في وسائل التجربة .. وفي ملاحظة الإنسان نفسه. فمعارف الأمس ولو كانت وليدة التجربة قد تصبح اليوم أو في غد المعارف «ظنية» وليست يقينية، بفضل الدقة في الأجهزة الجديدة للاختبار .. وبفضل يقظة الإنسان الملاحظ وتقدمه في الخبرة.
وطالما «التطور» مبدأ قائم فلا ينبغي أن يحكم حكمًا نهائيًا على «العلم» كنتيجة للتجربة والملاحظة، بأنه يقين إلى الأبد. وإنما قد تعرض عوامل وأسباب أو ظروف تكشف عن عدم دقة هذا الحكم النهائي. وإذا كان هذا الاحتال قائمًا في مجال «العلم» فالفرق هَيِّنٌ - أو لا فرق إطلاقًا - بين العلم التجريبي .. والعلم الغيبي والخصومة إذن بين النوعين خصومة تقوم على «التحيز» وليس على الواقع.
في التطبيق في دائرة العلم والدين:
وفي تطبيق الخصومة بين العلم والدين في المجتمعات الإسلامية يوضع الإسلام كدين موضع المسيحية أو موضع المعارف الكنيسة، ويدعي أن الإسلام خصم للعلم، شأنه شأن المعارف الكنسية في خصومتها لها. وبهذا القياس يحكم المدعون بخصومة العلم للإسلام - وبالعكس - على الإسلام بأن معارفه ظنية، وليست من اليقين في شيء.
نعم مبادئ الإسلام ليست من موضوعات الطبيعة التي تخضع