للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لك الحمد يا ذا المنّ والجود والبرّ ... كما أنت أهل للمحامد والشّكر «١»

وفي البطائح أيضا قرأ الأهوازيّ على شيخه أبي الحسن أحمد بن عبد الرّحيم بن يعقوب الفسوي وهو شيخ مقرئ قرأ على أبي جعفر أحمد بن محمد بن حمدون السّرخسي «٢».

ولعله قرأ بالرّوايات في هذه السنة بالبطائح على شيخه أبي عبيد الله محمد ابن محمد بن فيروز بن زاذان الكرجي «٣».

[رحلته إلى بغداد]

وكان لا بدّ لهذا الشّاب المتحرّق في طلب العلم أن تتوق نفسه إلى الرحلة إلى عاصمة الدّنيا العربية الإسلامية وموئل الحضارة ومعدن العلم والعلماء مدينة السّلام بغداد لطلب الأسانيد العالية ومذاكرة علمائها في هذا الفنّ الجليل الذي ملك عليه قلبه وروحه.

والظاهر أنه توجّه إلى بغداد بعيد سنة ٣٨٦ هـ-، وكان فيها يقينا قبل شهر صفر سنة ٣٨٨ هـ-، وهو تاريخ وفاة شيخه أبي الفرج محمد بن أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن العباس بن ميمون الشّنبوذي البغدادي «٤»، فقد قرأ عليه الكتاب العزيز من أوله إلى خاتمته بقراءة عاصم بن أبي النّجود- رواية أبي بكر ابن عيّاش عنه- «٥»، وبقراءة يعقوب- رواية رويس عنه «٦» -.

وكان من الطبيعي أن يتوجه الأهوازيّ إلى هذا الأستاذ الإمام في القراءات، فهو ممّن رحل ولقي الشيوخ وأكثر عنهم، وعمّر، فعلت أسانيده، حيث ولد سنة ٣٠٠ هـ-،


(١) غاية النهاية: ٢/ الترجمة ٢٧٩٥.
(٢) غاية النهاية: ١/ الترجمة ٢٩٦، وانظر ترجمة السرخسي أيضا: ١/ الترجمة ٥١٣، وقد نص ابن الجزري في ترجمة الأهوازي أنه قرأ عليه بالبطائح، ولكنه أخطأ فسماه محمدا، أو هو من غلط الطبع (١/ الترجمة ١٠٠٦).
(٣) غاية النهاية: ٢/ الترجمة ٣٤٣٢، وراجع تعليقنا قبل قليل.
(٤) مع أن بعضهم قال بوفاته في أواخر سنة ٣٨٧، وإن كان ما ذكرناه هو المرجح عند أهل العلم بالتاريخ، انظر: تاريخ الخطيب: ٢/ ٩٢، وأنساب السمعاني: ٧/ ٣٩٥، والمنتظم لابن الجوزي: ٧/ ٢٠٤، وإرشاد الأريب لياقوت: ٦/ ٣٠٤، واللباب لابن الأثير: ٢/ ٣٠، ومعرفة القراء للذهبي: ١/ الترجمة ٢٥٢، وتاريخ الإسلام، الورقة ١٩٨ (أيا صوفيا ٣٠٠٨)، وتذكرة الحفاظ: ٣/ ١٠٢٠، والعبر: ٣/ ٤٠، وميزان الاعتدال: ٣/ ٤٦١ - ٤٦٢، والوافي بالوفيات للصفدي: ٢/ ٣٩، وغاية النهاية: ٢/ الترجمة ٢٧٠١، ونهاية الغاية، الورقة ٢٠٦، والنجوم الزاهرة: ٤/ ١٩٩، وطبقات المفسرين للسيوطي: ٣٧، وطبقات المفسرين للداودي: ٢/ ٥٤ - ٥٧، وشذرات الذهب: ٣/ ١٢٩، وإنما قيل له الشنبوذي لأنه قرأ على ابن شنبوذ وتلمذ له كما في أنساب السمعاني وغيره.
(٥) المخطوطة، الورقة ٤ ب.
(٦) المخطوطة، الورقة ٧ ب.

<<  <   >  >>