المؤلف، إذ لم أوفّق في العثور على نسخة أخرى مع طول بحثي وتنقيري في فهارس المخطوطات.
تتكوّن النّسخة من مائة وعشر ورقات، في كلّ ورقة صفحتان، مسطرة الصّفحة ثلاثة وعشرون سطرا، ويحتوي السطر على ١١ - ١٢ كلمة. وخطّ النّسخة اعتيادي لا ينتمي إلى قاعدة من قواعد الخطّ المنسوبة، وهو خطّ جيد بالجملة. وقد كتبت عناوين السّور، وكلمة «قوله» التي تسبق الآيات القرآنية بخط غليظ فتميّزت عن باقي الكتاب.
وقد فرغ النّاسخ من كتابة النّسخة لأربع خلون من ذي الحجة سنة ٦٥٧ هـ- كما نصّ على ذلك في آخرها، ولكنّه لم يذكر اسمه.
وجاء في طرّة النّسخة عنوان الكتاب وهو:«الكتاب الوجيز في شرح قراءات القراء الثّمانية أئمة الأمصار الخمسة، وهم السّبعة المشهورون ويعقوب، رضوان الله عليهم.
تأليف الإمام الأوحد أبي عليّ الحسن بن عليّ بن إبراهيم بن يزداد الأهوازي المقرئ- نضّر الله وجهه-».
وقد قوبلت النّسخة على الأصل المنتسخ منه، فظهرت آثار المقابلة على حواشيها، وقرئت على شيخ القراء بالبلاد المصرية الإمام العلامة كمال الدّين عليّ بن شجاع بن سالم الهاشمي العباسي الضّرير «٥٧٢ - ٦٦١ هـ-» في جمادى الآخرة سنة ٦٥٨ هـ- كما يظهر من طبقة السّماع في آخر الكتاب ونصّها:
«يقول الشّيخ الفقيه الإمام العلامة كمال الدّين شيخ الفقهاء والقراء المتصدّرين أبو الحسن عليّ بن شجاع بن سالم القرشيّ العباسيّ المتصدّر بمصر والقاهرة «١» المحروسة نفع الله به: قرأ عليّ جميع هذا الكتاب، وهو كتاب «الوجيز» في القراءات الثّمان «تصنيف الإمام أبي عليّ الأهوازي رحمه الله صاحب هذه النّسخة الفقيه الأجلّ المقرئ الأعز زين الدّين حسن بن أبي الحسن بن صالح بن نباتة، وأخبرته به: عن الإمام أبي الجود رحمه الله عن الشّريف الخطيب، عن الأبهري، عن المصنّف. وعن الشّيخ الصّالح تقي الدّين اللرستاني بسماعه عن أبي القاسم عليّ بن الحسن الكلابي وأبي البركات الخضر بن شبل الحارثي، كلاهما عن أبي الوحش سبيع بن المسلّم عن مصنّفه وسمع بسماعه آخرون مثبتون في أول هذا الجزء. وصحّ ذلك في عدة مجالس بقراءة زين الدّين. وأجزت للجميع رواية ذلك عني بالسّند المذكور وبما يصحّ لهم من أسانيدي فيه وفي غيره وبذلك أذن الشّيخ كمال الدّين المذكور في الكتابة عنه لضرته، وكتب العبد الفقير إلى عفو ربه عبد القوي بن عطايا بن عبد القوي بن عطايا القرشي وهو ممّن سمع جميع الكتاب المذكور. وكتب في العشر
(١) يريد: بفسطاط مصر والقاهرة، وقد حذف المتأخرون كلمة «فسطاط».