للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١ - تطور ست مئة مليون صيني على حدود البلد.

٢ - تطور أربع مئة مليون، تمثل مجموع الشعب الهندي.

٣ - تطور الجماهير المسلمة الموزعة على خريطة آسيا.

وهذه الحشود من البشر تكون، في نظر رجل سياسة مثل تشرشل، يخضع تفكيره إلى مبدأ الفعالية ومنطق القوة، قوات هائلة لابد من تضعيفها أو توجيهها أو تحطيمها.

وكان حل المشكلة الأولى يبدو، خلال السنوات التي تلت الحرب مباشرة، كأنه قد تحقق فعلاً في شخص تشانج كاي شيك، فقد كان توجيه الشعب الصيني على يده شيئاً ممكناً. ولكن سرعان ما ذهبت التطورات السياسية في البلاد بهذا الحل إلى ظلمات التاريخ، وبدت هذه المشكلة في صورة جديدة بالنسبة للمنطق السياسي الذي يطبقه تشرشل، إذ يجب أن يفكر الآن كيف يبني على حدود الهند، سداً للحد من انتشار الشيوعية الصينية في شبه القارة وفي جنوب شرق آسيا. بينما لا يمكن أن يكون هذا السد سوى استقلال الهند، حتى لا يبقى للشيوعية تأثير على الشعور الوطني في الهند، ولا تبقى - في حالة نشوب حرب عالمية ثالثة- جاذبية خفية، كالجاذبية النازية التي أثرت قليلاً أو كثيراً، على الشعوب المستعمرة خلال الحرب العالمية الثانية.

وهنا تواجه إنجلترا المشكلة الثانية: فعندما تستغل الهند بملايينها الأربع مئة، تصبح قوة من الدرجة الأولى في آسيا (١).

فيجب إذن التوفيق بين استقلال الهند، بصفته ضرورة في التخطيط السياسي العالمي الجديد وبين ضرورة إضعاف قوتها.


(١) مما يلاحظ بهذا الصدد أن نهرو نفسه اعترته نشوة القوة، غداة استقلال الهند، فقد رأيناه يصرح في ذروة الفرح أن الهند تكافح إلى أن تكون دولة عظمى مع الصين وأمريكا. فكان إذن تشرشل محقاً في وضع المشكلة في مصطلح القوة.

<<  <   >  >>