للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تنتشر بالإقناع لا بالقوة (١))).

فإذا اقتصرنا- في هذه المرحلة الجديدة من تاريخ الإنسانية- على اعتبار ما يتعلق بمحور (طنجة- جاكرتا) فإن المشكلة التي تعترضنا ذات وجهين، لأنه يجب علينا أن نفكر كيف نعطي لأفكارنا أقصى ما يمكن من الفعالية، ومن ناحية أخرى أن نعرف ما الوسائل التي يستخدمها الاستعمار لينقص ما يمكن من فاعملية أفكارنا؟.

وهكذا نصبح- في الواقع- أمام مشكلتين: الأولى تتضمن كيف ننشئ أفكاراً فعالة في مجتمعنا (٢)؟. والثانية كيف يجب أن نفهم أسلوب الاستعمار في الصراع الفكري؟. حتى لا يكون له أي سلطان على أفكارنا.

ولكني سأهتم في الصفحات التالية بالمشكلة الثانية: ما طرق التخريب التي يمارسها الاستعمار ضد أفكارنا؟

هذا هو السؤال الذي سأحاول الإجابة عنه معتمداً على تجربة شخصية أعتبرها مفيدة لسببين:

أولهما: لأنها تتضمن ربع قرن من حياتي.

ثانيهما: لأنها حدثت في بلاد مستعمَرة حيث يمكن للاستعماراستخدام جميع وسائله.

ومن المكن أن أورد هذه التجربة على أنها قصة أقصها على القارئ، أو مذكرات لمكافح في الجبهة الفكرية.

ولكنني أتجنب الصورة الأولى لأنها ربما توحي للقارئ أنه يقرأ قصة


(١) مقتطف من كتاب تيبور مند: (بين الخوف والرجاء) باريس ١٩٥٨.
(٢) إنني أخصص دراسة لهذا الموضوع تحت عنوان (مشكلة الأفكار في المجتمع الإسلامي).

<<  <   >  >>