الفضيلة ضماناً ليبعد بها الشكوك، التي ربما تثيرها بعض العلاقات المريبة بين (مركب الأفراد) الذي يمثل سياسة عاطفية في البلاد المستعمرة، والجهاز الذي يشرف بالطرق العملية، على الصراع الفكري في تلك البلاد، ومن أثر هذا المبدأ في التطبيق، أنه يضع بين الرؤوس التي تتركب على الآلة الهاضمة رؤوساً لا يتطرق إليها الشك.
وإذن فلا غرابة أن يستغل الاستعمار رجلاً طيباً، دون علمه، ليقحم اسمي في (مرآة) مكونة من العناصر التي ذكرناها، أي من اسم (العروة الوثقى)، الذي يمثل- بسبب الهالة التي يحيطه بها تاريخ الإسلام الحديث- المرآة العاكسة في أجلى صورها، ثم اسمي الكاتبين الكبيرين، باعتبارهما مصباحين نفسيين. ليسلطا على موضوع الانعكاس الأضواء المناسبة، ثم اسم صاحب المقدمة الطيّب القلب بصفته ضماناً أدبياً يبعد الشكوك عن المرآة.