للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتراعي الصحف هذه الصفة من صفات الخبر مراعاة دقيقة، وتفرق من أجل ذلك بين الطبعة التي توزع في العاصمة، والطبعة التي توزع في الأقاليم، فإذا وقعت الحادثة في العاصمة عنيت بها الطبعة التي توزع في العاصمة عنايةً تامَّةً، وقلت هذه العناية بالقياس إلى طبعة الأقاليم أو المدن، والعكس بالعكس.

ومن الأمثلة على هذا العنصر-وهو المحلية- أن فلانًا من القراء, حين يقرأ في صحيفة ما, أن شركة السيارات العامة على خلاف مع العمال، ربما لا يأبه لشيء من ذلك، ولكنه إذا قرأ أن العمال سيبدءون غدًا حركة إضراب عام، وأنه سيمشي على قدميه إلى مقر عمله، فهنا يدخل الخبر دائرة اهتمامه الخاص، ويقرأ الخبر بلهفة.

٣- عنصر الإيحاء:

قد تنشر الجريدة خبرًا من الأخبار، بل تتسابق الصحف كلها أحيانًا في نشر هذا الخبر بالذات؛ لأنها تعلم جيدًا أنه يوحي للقراء بشتى الأفكار والاحتمالات، فمن قارئٍ يذهب إلى أن إسناد الوزارة العراقية -مثلًا- إلى فلان, سيضر بقضية الجامعة العربية، ومن قارئٍ يذهب إلى أن في ذلك نجاحًا للسياسة الاستعمارية في الشرق الأوسط، ومن قارئٍ يذهب إلى أن فيه نجاحًا لسياسة تركيا، ومن قارئٍ يقول: بل إن فيه نجاحًا لسياسة الأحلاف، ونحو ذلك, إلخ.

وهكذا نجد أن الخبر الذي من هذا النوع يوحي إلى قراء الصحيفة باحتمالات شتَّى، وقد يكون لهذه الاحتمالات آثار ملموسة في سياسة الدول المرتبطة بالعراق بصلة من الصلات.

ومعنى ذلك أنه بمقدار ما يكون للخبر الصحفيّ من قوة الإيحاء، أو بمقدار ما يثير في نفس القارئ من شتى الأفكار والاحتمالات, تكون أهمية هذا الخبر في نظر الصحيفة، وذلك بغض النظر عن ضخامة الشخصية التي يدور حولها الخبر، وبغض النظر أيضًا عن طرافة الموضوع الذي يتصل به هذا الخبر.

<<  <   >  >>