للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

موضوعات المسرحية التي تهتم بها الصحافة، وهي مسرحية الحياة، وهي في الوقت ذاته مقوم من مقومات الخبر الصحفيّ.

ثم إن مسرحية الحياة كثيرًا ما تلبس ثوب الغموض والإبهام، وهذا العنصر يظهر ظهورًا قويًّا في "الجريمة" فكلما استعصى على رجال الأمن الوصول إلى أسباب الجريمة, أو أشخاص الجريمة, كانت أكثر إثارةً لفضول القراء، فإذا قبض رجال الأمن على المجرم, انتهت القصة, وأسدل عليها الستار.

ومسرحية الحياة كثيرًا ما تظهر أيضًا في شكل رواية مضحكة -كوميدية، وإذ ذاك تكون الحوادث الطريفة التي تتألف منها القصة المضحكة بمثابة التوابل على مائدة الصحيفة، ومن الأمثلة على ذلك: حكاية الغزال الهارب من حديقة الحيوان, وحكاية الجمل الذي فَرَّ من صاحبه حتى وصل إلى باب عابدين، وكأنه لاذ بصاحب هذا القصر الكبير، وحكاية الثور الذي وصل إلى المجمع اللغويّ، وأشباه ذلك.

ولعل أهم ما في مسرحية الحياة أيضًا "عنصر الغرابة"، التي تثير في القراء أشد الرغبة في القراء، وتشبع فضولهم دائمًا عن هذا الطريق، ومن الأمثلة على ذلك:

قصة الطفل الذي يولد في طائرة, وصياح الديك الذي تسبب في موت أسرة كاملة, وخبر الرجل الميت الذي نهض في نعشه, وحكاية الرجل الذي باع الأراضي في القمر, وحكاية الصعيدي الذي اشترى الترام في مصر, وقصة الشحاذ الذي عثر فجأة على عقد من الماس ... إلخ.

والحق أن الفضول الإنساني شيء لا يمكن إشباعه، ولذا تتسابق

<<  <   >  >>