للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصحف في هذا الإشباع, ولكنها لا تبلغ منه كل ما تريد.

وفي مسرحية الحياة لا يمكننا أن ننسى مطلقًا عنصر "الصراع".

فغريزة القتال من الغرائز التي لا يمكن أن تموت في الإنسان، ومن مظاهر هذه الغريزة صراع الرجل ضد الرجل، وصراع الدولة ضد الدولة، وصراع العلم ضد الجهل, وصراع الصحة ضد المرض، وصراع الإنسان ضد الطبيعة، وصراع العقيدة ضد العقيدة.

والصحافة لا غنى لها مطلقًا عن استغلال هذه الغريزة، ولذلك تهتم بتزويد القراء بأخبارٍ من هذا النوع، ومن الأمثلة عليها: المنافسة بين مرشحين على مقعد من مقاعد مجلس الأمة، وهي مادة تستحق أن تملأ عمودًا في جريدة، ومنها قصة الحرب بين معسكرين أو دولتين, وهي مادة قد تتحدث عنها الصحف أيامًا وشهورًا.

وفي مسرحية الحياة أيضًا لا ينبغي أن ننسى "الغريزة الجنسية" وكيف أنها تلعب دورًا هامًّا في جميع الصحف، وقد رأينا منذ أعوام كيف أن زواج أميرة من أمراء البيت المالك في مصر إذ ذاك -هي الأميرة "فتحية" أخت فاروق- من شابٍّ مسيحي هو " رياض غالي"- أتاح للجرائد المصرية أثمن الفرص للكتابة الصحفية المتصلة، ونخص من هذه الجرائد المصرية بالذكر جريدة "أخبار اليوم", فقد اتخذت من هذه القصة مسرحية من أعجب المسرحيات التي مثلت على مسرح الحياة المصرية في عهد الملك السابق.

للصحافة إذن أن تستغل جميع الغرائز في الإنسان، حتى غريزة البحث عن الطعام، ومن هنا كانت أسعار الخبر واللحم والفاكهة، وأخبار التموين، والضرائب التي تفرض على الدخان وغيره, أمورًا هامَّةً لدى القراء, ولا مفر للجريدة من العناية بها من أجلهم.

وكل هذه الأشياء مظاهر لمسرحية الحياة، أو بعبارة أخرى مراكز

<<  <   >  >>