للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لاهتمام القراء، فعلى الصحافة أن تعنى عنايةً تامةً بهذه المراكز كلها، وعليها أن تدبر الأخبار بمثل هذه الطرق.

٦- سياسة الصحيفة:

وأخيرًا نصل إلى عنصرٍ هامٍّ من عناصر تقويم الصحيفة للخبر، وهذا العنصر هو سياسة الصحيفة، والحق أن من أهم خصائص الخبر الصحفيّ أن يكون مطابقًا لهذه السياسة، ومع هذا, فمن الباحثين من يرى غير ذلك الرأي، ويحاول أن ينشر الخبر طليقًا من كل قيد، على أن يكون التعليق الصحفيّ على الخبر مستقلًّا تمام الاستقلال عن الصورة التي نشر بها، ومحققًا للاتجاه السياسيِّ الذي تعرف به الجريدة.

والنزعة الأخيرة في رأينا أدنى إلى الصواب، فلا ينبغي للجريدة أن تتحكم في قرائها مرتين: مرةً عندما تنشر الخبر مصبوغًا بلونها السياسيّ الذي تعرف به، ومرةً عند ما تعلق على الخبر تعليقًا يتفق وهذا اللون، والصحيفة باتباعها للنزعة الأخيرة تكتسب لنفسها احترام القراء، وتحظى منهم بالثقة، ذلك أن التزام الحيدة في تحرير الأخبار أمانةٌ صحفيةٌ ينبغي أن تتحلى بها الصحف، وهي بعد حرة في تكييف الأخبار وشرحها وتفسيرها, وصبغها بالصبغة التي تريدها.

ومهما يكن من أمر هذا الخلاف في الرأي, فإن "سياسة الصحيفة" هي التي تستطيع أن تتحكم في خصائص الخبر ومقوماته، فتقدم واحدًا منها على غيره، أو تهمله إهمالًا تامًّا، ونحو ذلك، فصحيفة من الصحف تنظر إلى الضخامة على أنها أهم مقومات الخبر، وأخرى تنظر إلى الجدة على أنها الأهم، وعلى هذا الأساس تقدم خبرًا وتؤخر آخر.

وليت الصحف تقف عند حد التحرير المغرض للأخبار، بل إنها تتعداه إلى كتابة العنوانات المثيرة لهذه الأخبار. خذ لذلك مثلًا: مجانية

<<  <   >  >>