للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا شك أن من أهم الصفات التي تثير رغبة القراء في الأخبار صفة الغرابة أولًا، وصفة الدراما ثانيًا، ومن الأخيرة صفات الجنس، والغموض والشهرة، والأمور الشخصية, ونحو ذلك١.

من أجل هذا يقول أصحاب الصحف المتمرسون بها إلى اليوم: إن الأخبار هي كل شيء خارج المألوف.

ويقول الصحفيّ المشهور "نور ثكليف" الذي تقدم ذكره:

"في شارع تسكنه مائة أسرة وأسرة, لا يلتفت الناس إلى مائة أسرة تعيش عيشة مألوفة هناك، بينما يلتفون إلى أسرة واحدة تكون لها حالة شاذة؛ كحالة طلاق, أو جريمة، ونحو ذلك".

ومعنى هذا بعبارة وجيزة: أن الصحيفة التي تؤثر هذا الاتجاه تقصد دائمًا إلى إشباع رغبات الجمهور عن هذا الطريق، وتعترف بحق الجمهور المطلق في السيطرة على الصحيفة على هذه الصورة، وتعتبر أن من أول ما يجب عليها البحث عما يعجب هذا الجمهور، ولا تعمد مطلقًا إلى مقاومته، أو إهمال رغباته وميوله من هذه الناحية.

ولهذا أيضًا نرى الصحف الشعبية التي من هذا النوع تتجنب صفة "الجفاف" في الأخبار، ولا تبدي عناية تامة بالأخبار الجدية التي تتصل بموضوعات العلم أو السياسة وما إليها.

والملاحظ عادة أن الأخبار الجدية تخلو من عنصر التشويق، ولهذا تقدم الصحف الشعبية أخبار الجريمة والجمال والمسرح أولًا، ثم تأتي أخبار المجتمعات الدولية, والهيئات الرسمية, والمؤتمرات, والميزانية, والقرارات الحكومية العامة فيها بعد ذلك.


١ إن الصحفيّ الأمريكيّ "جون بوجارت" من كتاب القرن الـ ١٩ ينسب القول المشهور: إذا عض كلب إنسانًا, فليس هذا هو الخبر، أما إذا عض إنسان كلبًا, فهذا هو الخبر, كتاب الصحفيّ الأمريكيّ.

<<  <   >  >>