للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من المعلومات التي تتصل بالمكان الذي تصدر به، والأماكن الأخرى البعيدة عنها في أطراف هذا العالم المتحضر، والقراء في حاجة مستمرة إلى الإحاطة بكل ما يَجِدُّ في جميع أنحاء العالم.

ويلاحظ الكثيرون أن الأخبار ذات الصبغة العالمية أصبحت تحتل مكانًا عظيمًا في أكثر الصحف، وفي ذلك تقول مجموعة صحف "هرست" الأمريكية, التي أربى توزيعها على ٢٠ مليونًا من النسخ: "إن أمريكا تلح في أن تعلم كل ما يحدث، وكل ما هو خطير وحيويّ، وكل ما هو أقل خطوة وحيوية، إنها يجب أن تعلم ما إذا كان ملك من ملوك البلقان قد أزيح عن عرشه أم لا؟ كما يجب أن تعلم في الوقت نفسه بما حدث أمس في المدينة أو الدولة، وبمن مات، وبمن تزوج, ونحو ذلك، فإنه من تلك الأشياء الدقيقة والجليلة والتافهة، والخطيرة، تتألف مجموعة الأخبار اليومية التي لا بد أن تملأ بها الصحف.

على أن الخبر الصحفيّ مهما كانت الطريقة التي ينشر بها، أو المذهب الذي يتبع في ذلك, لا بُدَّ له من صفتين هما: التشويق والإيجاز، فقد مضى الوقت الذي كانت تسلك فيه الأخبار مسلك الإسهاب، وأصبحنا في زمنٍ ينبغي ألَّا نقدِّم فيه هذا الطعام الصحفيَّ في أطباقٍ يجلس لها الطاعمون إلى الموائد العظيمة، بل يجب تقديم هذا الطعام الصحفيّ على شكل شطائر كلما أمكن ذلك.

وهذا وذاك يَجُرُّنَا إلى الخوض في موضوعٍ جديدٍ من الموضوعات التي تتصل بالخبر الصحفيّ، وهو موضوع، "صياغة الخبر"، أو "القوالب الفنية لصياغته".

<<  <   >  >>