للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحق أن موضوعية الخبر -أو بعبارة أخرى- الاهتمام به من حيث الموضوع, أهم في نظر الصحافة الصحيحة من ذاتية الخبر، بمعنى: ترك الخبر يحمل رأي ناشره، والذي لا شك فيه أن الاتجاه الثالث والأخير أضمن لموضوعية الخبر من الاتجاهين السابقين.

والحق أن الدقة في نشر الخبر من ألزم الصفات لنجاح الصحف، وفي ذلك يقول الصحفيّ "جوزيف بولتيزر" صاحب جريدة العالم "The world": "الدقة للصحيفة كالعفة للمرأة".

وإذن, فلا عذر لصحيفة من الصحف في تساهلها بعض الشيء في صفة الدقة, إلَّا في حالةٍ واحدةٍ فقط، هي توخي الصالح العام للمجتمع، وفي هذا الحالة تستطيع الصحف أن تقصد إلى بعض التحريف في الخبر، وهذا ما يسمى عند الصحفيين: "الأكاذيب البيضاء" فإذا فرض أن وباءً عامًّا انتشر في البلد، وخافت الحكومة من نشر الأخبار الصادقة الدقيقة عن هذا الوباء, حتى لا يستولي على الناس الهلع، فهنا توحي الحكومة إلى الصحف باستعمال الكذب، وهو حلال في هذه الحالة, وأمثالها فقط.

وباختصارٍ ينبغي للصحف الحديثة أن تؤثر الاتجاه الثالث والأخير من اتجاهات نشر الخير، ولا بُدَّ لهذا الاتجاه الأخير من أن يتصف بطائفةٍ أخرى من الصفات, فضلًا عن صفتي الموضوعية والدقة اللتين تحدثنا عنهما، ومن هذه الصفات الأخرى:

١- صفة "التنوع": فلا يَجْمُل بصحيفةٍ ما, أن تكتفي بطعام واحد من الطعوم التي تقدمها للقراء، بل عليها أن تتخذ من نفسها مائدةً حافلةً بألوان مختلفةٍ من الطعام، حتى يقبل عليها القراء, ويصيب كل منهم ما يرغب فيه من هذه الألوان.

٢- صفة "الشمول": وهي تلك النزعة الحديثة في الصحافة، وباتباعها يصبح على الصحف أن تكون واسعة الأفق، حاويةً لكثير

<<  <   >  >>