للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"إن الأسماء هي التي تصنع الخبر".

وهي قاعدة صحيحة لا اعتراض عليها، ولكن الخطأ يأتيها من جانب المبتدئين في التحرير غالبًا؛ إذ نرى هؤلاء يعمدون إلى المبالغة في تكديس الأسماء وازدحامها في صدر الخبر، فيشوشون بذلك على القارئ منذ اللحظة الأولى، فينصرف عن قراءة الخبر.

والحقيقة أنه كما تكون المبالغة في التفاصيل مسيئةً إلى الخبر متى احتلت مكان الصدارة منه على خلاف المتبع، فكذلك ازدحام الأسماء يسيء إلى الخبر إذا صدم به القارئ منذ بداية هذا الخبر، فالأحرى بالمحررين في هذه الحالة أن يقدموا الأسماء المهمة, أو المألوفة للقاريء العاديّ، ثم في أجزاء أخرى من صلب الخبر الداخليّ يصح لهم أن يذكروا الأسماء غير المألوفة له، وهكذا.

وليس معنى ذلك مطلقًا أن على الصحيفة اليومية أن تقلل من عنايتها بالأسماء، أو أن تغفل عن ذكرهم عمدًا في بعض الأحيان؟ كلَّا، فإن القاعدة التي أشرنا إليها صحيحة من جميع الوجوه، واتباعها واجب في جميع الظروف.

وإليك مثلًا يوضح هذا العنصر الهام من عناصر الخبر الداخليّ، ونعنى به عنصر الأسماء -أو بعبارة أخرى- عنصر الإجابة عن سؤال "من؟ " من الأسئلة الستة المعروفة.

وازن معي أيها القارئ بين صيغٍ أربعٍ للإخبار عن حادثة بسيطة على النحو الآتي:

الصيغة الأولى:

غرق صبيان ونجا ثالث مساء أمس عندما انقلب بهم زورق في النيل قرب الزمالك.

<<  <   >  >>