للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالمعروف أن عمل الشرطيّ في مثل هذه الظروف عملٌ محفوفٌ بالخطر دائمًا، وموت الشرطيّ في هذه الحالة، قد يكون نتيجةً من نتائج هذا العمل المحفوف بالخطر، ثم إن موته في مثل هذه الحالة يعتبر في نظرالحكومة والجمهور موتًا في سبيل الواجب الذي قام به.

أمَّا موت طالب أو طالبين، أو عامل, أو عاملين, في مظاهرة سياسية, فإنه ليس متوقعًا دائمًا، فوق أنه يتصل اتصالًا قويًّا بالمعنى أو الغرض الذي قامت من أجله المظاهرة، وهو غرض يلفت نظر القراء قبل أي غرض سواه. ومعنى ذلك باختصارٍ أنه ينبغي للصحيفة اليومية أن تعنى بذكر "الضحايا المدنيين" قبل"الضحايا الرسميين" وذلك في الجمل الافتتاحية، أو الفقرات الاستهلالية التي يتألف منها صدر الخبر، وللصحيفة بعد هذا وذاك أن تذكر الضحايا الرسميين في الفقرة التالية للفقرة الأولى مباشرةً، وقد لا يجوز إرجاء ذلك إلى الفقرة الثالثة أو الرابعة.

هذه طائفةٌ من القواعد المتبعة في تحرير الخبر الداخليّ عادةً, أما الطرق المتبعة في صياغته على شكل قصة فكثيرة، سنشرح بعضها فيما يلي:

طرق صياغة القصة الخبرية لحادث داخليٍّ:

من الأصول التي يجب اتباعها في كتابة القصة الخبرية -على وجه العموم- تقسيم الخبر نفسه إلى أجزاء, يستقل كل منها بجانب من جوانبه, أو بحقيقة من حقائقه، وإذا كانت هذه القاعدة ضروريةً في كتابة الأخبار بوجه عام، فإنها أكثر ضرورة في الواقع للخبر المحلي بوجه خاص، ذلك أن الأخبار المحلية عرضةٌ للتغيير المستمر من لحظة إلى أخرى، والمطبعة لا تمهل المحرر حتى يعيد صياغة الخبر المحلي من أوله إلى آخره، فهي لا تدع له أكثر من الوقت الذي يسمح له بحذف فقرة, وإثبات أخرى مكانها، أو إضافة في فقرة جديدة لم تكن موجودة في الأصل إذا لزم هذا الإجراء.

<<  <   >  >>