للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غير أن حوادث الحريق بالذات, يجب أن يعني بها المحرر الصحفيّ عنايةً من نوعٍ آخر، ذلك أن عنصر "المكان" أو الإجابة عن السؤال "أين؟ " هو الذي ينبغي أن يقدم في هذه الحالة، وهنا يجب على المحرر الصحفيّ أن يكون واضحًا كل الوضوح في تحديد هذا الموقع.

فإذا قال مثلًا: إن نارًا شبت في العمارة رقم ٥٠ بشارع ٢٣ يوليو, وجب عليه في هذه الحالة أن يتبع ذلك بكلمة "فؤاد سابقًا", فليس كل الناس يعرفون أن اسم هذا الشارع الرئيسيّ من شوارع القاهرة حدث فيه مثل هذا التغيير في التسمية, وأكثر من هذا وجوبًا على المحرر في تحديد موقع الحريق أن يعني بتعريف هذا الموقع, أو المكان للقراء باسم موقع, أو مكان آخر يجاوره، ويكون أعظم منه شهرةً لدى الخاص والعام، كأن يقول المحرر في هذه الحالة: "شبت النار بالعمارة رقم كذا, شارع ٢٣ يوليو "فؤاد سابقا" وهي العمارة المجاورة لسينما ريفولي أو الأمريكيين، أو محلات شملا, وهكذا.

وثَمَّ قاعدة صحيفة ثالثة لا بُدَّ من الاهتمام بها فيما يتصل بالحوادث اليومية، وهذه القاعدة هي:

أن الإنسان أغلى ما في الوجود، وفيه ينبغي أن يتركز اهتمام الجريدة.

واتباعًا لهذه القاعدة يجب على الصحيفة أن تعني دائمًا بذكر الضحايا من الناس قبل الضحايا من الأموال والمتاع.

بل إن الضحايا البشرية ذاتها تتفاوت في نظر القراء، فيكون موت طالب من طلاب المدارس الثانوية, أو الجامعات في مظاهرة سياسية، أهم في نظر القراء، من موت رجلٍ من رجال الأمن الذين عهد إليهم إخماد هذه المظاهرات.

<<  <   >  >>