للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن تجربة المحرر نفسه مع هذه الوكالة, أو تلك من جهةٍ ثانيةٍ.

ثانيًا: تصفية البرقية الواحدة، فإنها غالبًا ما تتألف من أجزاء متفرقة، منها المهم، ومنها غير المهم، وفيها الحشو، وفيها غير ذلك.

وعمل المحرر الخارجيّ هنا هو استبعاد ما لا حاجة له به، والإبقاء على ما يحتاج إليه.

ثالثًا: عدم التقيد بترتيب عناصر الخبر، كما أوردته الوكالة تمامًا، فقد تبدأ الوكالة بناحية لا تعد مهمة في نظر الصحيفة، ولا في نظر القارئ العربيّ، وقد تعمد هذه الوكالة إلى وضح جزء من الخبر في نهاية البرقيقة يوحي بعدم أهميته, وعمل المحرر في هذه الحالة هو أن يقرأ برقيات الوكالة قراءة فاحصة، ويلم بكل العناصر والنواحي الهامة في الخبر على عجلٍ، ثم يتصرف في هذه العناصر بما يتفق وسياسة الصحيفة من جانب، واهتمام القراء من جانبٍ آخر.

رابعًا: على المحرر الخارجيّ دائمًا ألّا يعتمد على وكالةٍ واحدةٍ بعينها, حتى يطَّلِع على غيرها من الوكالات الآخرى في نفس الموضوع الذي يقدمه لقراء صحيفته.

خامسًا: بعد الفراغ من تجميع العناصر المختلفة، والموازنة كذلك بين الوكالات المختلفة, تبدأ صياغة الخبر الخارجيّ، أو تبدأ المهمة الحقيقية للمحرر؛ إذ أن جميع الخطوات السابقة ليست إلّا ممهدةً لهذه الخطوة الهامة.

على أن هذه الصياغة تختلف باختلاف حجم الخبر عادة، فإذا كان الخبر قصيرًا, وعلى عمود واحدٍ, فالمحرر يرى نفسه مضطرًا إلى الاكتفاء بنقطة واحدة، أو ناحية واحدة؛ لأن الخبر القصير لا يحتمل أكثر من ذلك. وهنا تظهر مقدرة المحرر الخارجيّ في اختيار أهم النقط التي يشتمل عليها الخبر، أو الزوايا التي يتألف منها. وكثيرًا ما يحدث أن المحررين يكتفون بأن يترجموا مقدمة البرقية, أو صدرها, لاشتمال هذه الصدر عادةً على خلاصة الخبر.

<<  <   >  >>