للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من التجارب الإحصائية, ولغة الأرقام في مثل هذه الأبحاث لا تحتمل الشك، ولا تضلل الصحف بحالٍ ما.

ثالثًا: الحرص على استعمال الألفاظ المألوفة للقراء، وتجنب الألفاظ غير المألوفة, وليس القصد من ذلك هو الحرص على سلامة اللغة, من أن تكثر بها الألفاظ الأجنبية عنها، فللصحف أن تقول: "ماركة رالي" في الدراجات, ولا تقول: "علامة رالي"، ولها أن تقول: "محطة الأوتوبيس" ولا يصح أن تقول: "محطة السيارات العامة" وتقول: "ضاحية مصر الجديدة" ولا يصح أن تقول: "ضاحية هليوبوليس", وتقول: "راديو وتليفون" ولا يصح أن تقول "مذياع ومسرة".

وحتى في مجال العلم الخالص, أو الفن الخالص, ينبغي للصحيفة عندما تنشر خبرًا من هذا النوع أن تقتصر ما أمكنها على استخدام المصطلحات المعروفة لأهل هذا الفن أو العلم؛ إذ من الجائز أن يطلع على هذا الخبر بعض الجمهور غير المثقف بهذه الثقافة، ولكنه يرغب في الاستفادة، وليس من شكٍّ في أن نشر الثقافة هدف من أجل أهداف الصحافة، فعليها أن تجعل الطريق سهلًا إلى هذا الهدف، كما أوضحنا ذلك في كتاب "فن المقال".

رابعًا: الحرص على استعمال الأفعال المجردة, وتفضيلها على الأفعال المزيدة, أو المبالغ في اشتقاقها على صورة من الصور، ولا بأس هنا من استخدام الألفاظ المنحوتة حديثًا؛ لتدل على معنى من المعاني الحديثة أيضًا، كما في قولهم: تأقلم وتمذهب، وتبلشف، وكما في قولهم: التعايش السلمي، واللامركزية، والروتين الحكومي، ونحو ذلك.

خامسًا: اصطناع الألفاظ والتراكيب التي يألفها القراء، أو التي تشعرهم بشيء من الإيناس, وهنا يحسن بالمحرر الصحفيّ أن يكثر من استعمال ضمائر الخطاب، وأن يتجنب ضمائر الغيبة بقدر المستطاع، وأن يشعر

<<  <   >  >>