للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القارئ باستمرار أنه يتحدث إليه كصديق، بل أخٍ شقيقٍ يلذ له أن يستمع إليه، ويصغي بكل جوارحه لكل كلمة من كلماته في الصحيفة، غير أن هذه النصيحة الخامسة, ألزم في كتابة المقال منها في كتابة الخبر, فتنبغي مراعاة ذلك.

سادسًا: استعمال الفعل المبنيّ للمعلوم، وتجنب استعمال الفعل المبني للمجهول, إلّا عند الضرورة القصوى، أو عندما يستخدم المحرر في كتابته بعض الألفاظ التي اشتهرت بالبناء للمجهول كلفظ "عني بأمره"، "وأسقط في يده" ونحو ذلك.

سابعًا: لا يجوز للخبر الصحفيّ أن يستعان فيه بالأشعار والحكم والأمثال وكلام الفحول من الكتاب والخطباء، فهذه الأشياء أدخل في باب الأدب الخالص, فضلًا عن أنها من أمارات الكتابة الأرستقراطية التي لا تفهمها إلّا طبقة خاصة من القراء، والجريدة إنما تخاطب الطبقات الدنيا أو الوسطى، أو التي سماها العلماء: بالطبقات الديمقراطية -كما قدمنا، ومعنى ذلك باختصار: أن المحرر ينبغي له دائمًا أن يضع نصب عينيه مستوى القارئ، فإذا كان قراء الصحيفة على جانب كبير من العلم, وجب عليه أن يكتب لهم بأسلوب يتناسب وهذا القدر من العلم، وإذا كانوا متوسطي الثقافة, وجب عليه أن يراعي هذا المستوى في تحريره مراعاة دقيقة, وفي هذه الأحوال جميعها لا تكون وظيفة المحرر الصحفيّ إثارة إعجاب القارئ بروعة الأسلوب وجمال التراكيب، وبلاغة الجمل, ونحو ذلك، فهذا كله لا يتلاءم وصياغة الأخبار، ولكنه يتفق مع المقال في حالات خاصة من حالاته، أو صورة معينة من صوره -كما ستعرف ذلك فيما بعد.

ثامنًا: في كتابة الخبر الصحفيّ المتصل بحادثٍ من الحوادث الداخلية، كحادث حريق أو حادث تصادم أو نحو ذلك من الأحداث التي تتعرض للتغيير بين لحظة وأخرى، ينبغي للمحرر الصحفيّ أن يخفف من عنايته بإيجاد الروابط الأسلوبية القوية بين أجزاء الخبر الواحد، من أمثال: "وفي أثناء ذلك" أو "ولما كانت الأمر كذلك" إلخ.

<<  <   >  >>