للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن صنيع الصحف الحديثة في ذلك؛ كصنيع المحال التجارية في الوقت الحاضر, حين تعنى هذه المجلات "بالفترينات".

والحقيقة -كما يقول الأستاذ "وستلي" في كتابة: "تحرير الأخبار": إن العنوانات لا ينبغي أن ننظر إليها فقط على أنها النوافذ التي تطل منها على الصحف، بل يجب أن ننظر إليها كذلك على أنها من المصادر الرئيسة للإعلام، وخاصةً بالنسبة للقراء الذين تضطرهم ظروفهم دائمًا إلى القراءة العجلى على نحو ما أشرنا إليه فيما سبق.

ومع هذا وذاك, فهناك الحقيقة التي تقول: ثلاثة أشياء تجذب القارئ إلى قراءة المقال:

أولها العنوان, وثانيها طريقة العرض، وثالثها اسم الكاتب والمحرر الذي كتب المقال، ومعنى ذلك أن الطريق إلى شهرة الكاتب الناشئ, إنما هو في حسن اختيار العنوان, وفي حسن كتابة المقال بعد ذلك، فالشهرة آتية بعدهما لا محالة.

من الذي يقوم بصياغة العنوان؟ :

يقوم بصياغة العنوان في الغالب قسم بالصحيفة يقال له: "قسم المراجعة" ويتألف هذا القسم عادة من رؤساء الأقسام المختلفة, ومعهم نائب رئيس التحرير، وهذا الأخير يشترط فيه أن يكون ذا حس دقيق بالأخبار على اختلافها، وقدرة تامة على التمييز بين هذه الأخبار من حيث القيمة الخبرية ذاتها، وبذلك يستطيع في سهولة ويسرٍ أن يختار لصحيفته العنوانات الدائرية العريضة، أو ما يسمى في اللغة الأوروبية: "المانشتات"١ وقد اعتادت الصحف المصرية الحالية أن تبذل قصارى


١ فكرنا كثيرًا في ترجمة لكلمة: "مانشيت" فآثرنا أن نترجمها بكلمة: "العنوان الدائري" لتكون الترجمة دقيقة وسليمة ومطابقة للفظ الأصليّ في وقت معًا، فالمانشيت في اللغات الأجنبية لفظ يطلق عللى ردن القميص الذي يدور حول معصم اليد، وأنت حين تمسح بنسخة من صحيفة لتطويها, وتجعل منها دائرة تجد "العنوان الدائريّ" يلتف حول عنق الصحيفة تمامًا, كما يلتف الردن حول معصم اليد.

<<  <   >  >>