للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جهدها في العناية بهذه العنوانات الدائرية، وهي عنايةٌ لم تشهد لها مثيلًا في الصحافة الماضية, التي كانت تصدر في البلاد العربية، كما أنها لا تشهد لها مثيلًا في الصحف الأوروبية.

ومهما يكن من شيء, فعلى نائب رئيس التحرير ومعاونيه أن يسألوا أنفسهم دائمًا:

لماذا نكتب العنوان؟ وهل للعنوان وظيفة في الحقيقة؟ وهل تكتب الصحيفة العنوان لمجرد العادة, والجري وراء التقاليد؟ أم أنها تعنى بكتابة العنوان؛ لأنه يخدم غرضًا بالذات من أغراض الصحيفة؟

إن عليهم أن يناقشوا كل هذه الأسئلة، أو يجعلوها على الأقل في أذهانهم دائمًا عند كتابة العنوانات التي تحتاج إليها الصحيفة، ثم عليهم بعد هذا كله، أو مع هذا كله، أن يجيبوا عن هذه الأسئلة من وجهة نظر الصحيفة أولًا، ومن وجهة نظر القراء بعد ذلك.

ومع هذا وذاك, فهناك حقيقة لا ينبغي أن نغفل عنها أو نتجاهلها، وهي أن نائب رئيس التحرير -سواء رضي هو أو رضي رؤساؤه، أم لم يرض هو, ولم يرض رؤساؤه- هو المسئول الحقيقيّ عن الخبر.

ومعنى ذلك أنه مضطر أن يعكس شخصيته إلى حدٍّ ما على صياغة الخبر بعنوانه وصدره وبقية أجزائه، ذلك أن الأخبار لا تحدث في الفراغ, ولا يمكن أن تصاغ بشكل آليّ.

وهذا وذاك, لا يطعن في قدسية الخبر التي سبق أن أشرنا إليها, وألزمنا جميع الصحف بالمحافظة عليها، وذلك أن انعكاس شخصية المحرر على

<<  <   >  >>