للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكن بدون جدوى، وأعلنت جمعية سائقي التاكسيات الدانماركية المساهمة بألفين وستمائة سائق للعمل على إيجاد "تينا".

وعقدت الآمال على ليلة عيد الميلاد، وموسم عيد الميلاد في الدانمارك كله فرح واحتفالات عائلية، ولكن اكتنف الاحتفالات هذا العام وجومٌ لم يعرف له الدانماركيون مثيلًا منذ الاحتلال النازي، وذلك بسبب غيباب الطفلة "تينا" عن والديها, وحين حَلَّ عيد رأس السنة, ظهر رئيس وزراء الدانمارك كعادته على شاشة التليفزيون, ووجَّه كلمةً للشعب الدانماركي, ونداءً خاصًّا للحاشية، ووعدها بمعالجة خاصة للحادث.

وعاد مدير البوليس الذي قطع إجازته مع مئات من مساعديه الذين قطعوا عطلتهم اختياريًّا من أجل مواصلة التحقيق، وأعاد قراءة أكثر من خمسة آلاف رسالة كانت قد وردت من المواطنين، وفي إحدى الرسائل قال كاتبها: إن إحدى قريباته في مدينةٍ تبعد ٥٠كم عن "كوبنها كرة" قد ولدت في نفس التاريخ الذي اختفت فيه "تينا" وقد لفت نظره كبر حجم الطفلة الوليدة.

وتوجَّه البوليس إلى العنوان المذكور، وفتح باب الشقة, وظهرت امرأة تنطبق عليها الأوصاف التي ذكرها أكثر من ثلثمائة شاهد، وطلب البوليس النظر إلى الطفلة، كما طلب رؤية أوراق المستشفى؛ فانهارت أعصاب المرأة, وأعترفت بأن الطفلة هي "تينا".

وعلى أثر هذا الاعتراف, حملت سيارة البوليس الأم حيث تعرفت على ابنتها واحتضنتها وهي تبكي, بعد أن غابت "٢٩ يوما" عنها, وقطع الراديو برامجه, وأعلن الخبر, وقد شهدت الدانمارك يومًا مماثلًا لذلك اليوم قبل إحدى وعشرين سنة، يوم أعلن تحرير الدانمارك من قوات الاحتلال النازي،

<<  <   >  >>