للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المحامين، والمخلفين، ومن ثَمَّ يقول الكاتب الأمريكيّ "ولتر ليبمان Walter lippman:

" الجريمة قطعة من الحياة التي نحياها، وليس الخطر آتيًا من نشر أخبار الجريمة في ذاتها بقدر ما هو آتٍ من تحوّل الصحيفة إلى مخبر سريّ، وقاضٍ، ونائب عام، ونحو ذلك".

ومهما يكن من شيء, فليس أمامنا الآن إلّا أن نستعرض آراء المؤيدين لنشر الجريمة، وآراء المعارضين لهذا النشر.

فأما المؤيدون فإنهم يرون:

أولًا: أن الصحيفة تمد الجمهور بحقيقة الجريمة، فيصبح الناس مستعدين لعمل شيء حيالها، مهيئين كذلك للسعي في علاجها, أو بعبارة أخرى: يضطر المجتمع إلى تجنب أسباب الجريمة، واتخاذ الإجراءات التي تحول دون تكرار حدوثها.

ثانيًا: أن نشر الجريمة يحول أيضًا دون فِعْلِ الشَّرِّ في ذاته؛ لأن المجرم يتوارى عن الناس، ولا يخاف شيئًا مثل ما يخافون عدسة المصور الصحفيّ أو قلم المخبر الذي يتعقبه.

ثالثًا أن أخبار الجريمة تكشف عن أساليب المجرمين في اقتراف جرائمهم الفظيعة، وتساعد رجال الأمن في القبض عليهم.

رابعًا: يضاف إلى ذلك ما قلناه من أن الأطفال لابُدَّ أن يكون لهم علم بالخير والشر معًا، وذلك قبل النزول إلى معترك الحياة، والشر ناحية من نواحيها ينبغي أن يدرس على الأقل بهذه الطريقة.

خامسًا: في النفس البشرية ميلٌ إلى التشفي من مرتكبي الجرائم،

<<  <   >  >>