للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وميل إلى الاطمئنان على سير العدالة التي من شأنها أن تعاقب المجرمين الذين يرتكبون هذه الجرائم، وبها ميل كذلك إلى الوقوف على مدى العقوبة التي حلت بالمجرم، حتى يطمئن الناس إلى ما في الحياة نفسها من قيم إنسانية خالدة، وإلى أن الخير والشر في هذه الدنيا يتصارعان، ولا بد أن تكون الغلبة أخيرًا للأول على الثاني.

سادسًا: أما جرائم الأحداث والمتشردين, فتكاد تجمع الصحف على أن الخير كل الخير في عدم نشرها، وفي العدول -على الأقل- عن ذكر أسماء أصحابها، وصورهم, والمعلومات التي تدل عليهم، أو تشير إليهم دون غيرهم، ذلك لأن الحدث لا يزال في مطلع حياته، والأمل كبير دائمًا في إصلاحه، فإذا صلح بالفعل لا يكون من الخير أن يحتفظ الناس له في أذهانهم بتلك الصورة القبيحة، وهذا هو ما يحدث فعلًا في كلٍّ من فرنسا وانجلترا.

وأما المعارضون فيقولون:

أولًا: إن الصحف كثيرًا ما تكتفي بمجرد عرض أخبار الجريمة بدون التعرض لأسبابها، والتحليل الدقيق لهذه الأسباب.

ثانيًا: إن الصحف كثيرًا ما تسلك طريق المبالغة في تأكيد الجريمة، فتعطي بذلك صورة خاطئةً للقارئ.

ثالثًا: إن نشر أخبار الجريمة -كما قلنا- يفيد رجال الأمن في تعقب المجرمين، غير كذلك يفيد المجرمين أنفسهم في الإمعان في التخفي.

رابعًا: في نشر الجريمة -كما قلنا- تعظيمٌ لشأن المجرم، وتصويره بصورة البطل الذي حَيَّرَ رجال الأمن، واسترعى انتباه العامة والخاصة.

ومن هنا يأتي تأثيرها السيء على الأطفال والشبان، وكثيرًا ما رأينا

<<  <   >  >>