للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عددًا من هؤلاء وهؤلاء يرتكبون نفس الجرائم التي يقرءون عنها في الصحف، أو يرونها مصورة على الشاشة البيضاء في دور السينما.

خامسًا: كثيرًا ما يحاول نشر الجريمة دون الوصول إلى العدل في الحكم في قضايا الإجرام؛ لأنها تؤثر في إدراك القضاة، والمحامين، والشعب نفسه، وتقديرهم لهذه الجرائم.

تلك هي آراء المؤيدين والمعارضين على السواء، ومنها نخرج بنتيجةٍ واحدةٍ، وهي أنه لا بأس على الصحف من نشر الجرائم، على أن تراعي في ذلك الدقة، وتتجنب التهويل والمبالغة، وتشفع الخبر بتحليل أسبابه, وبيان علاجه, كلما أمكن ذلك، وعليها كذلك أن تحذر التدخل في عمل القضاء، إلّا إذا وثقت من أنها تكشف عن جوانب ربما خفيت على القضاء ذاته، ويجب أن تقلل ما أمكن من المساحة التي تعطيها لأخبار الجريمة، وتحتاط في الطريقة التي تنشر بها قصة الجريمة، والصور الشمسية التي تصحبها في العادة.

ومما هو جدير بالذكر أن الصحف السوفيتية درجت على أنها لا تنشر أنباء الجرائم، أو حوادث الاعتداء، إلّا في حالاتٍ استثنائيةٍ خاصةٍ، ويكون النشر في هذه الحالة لغرض معين، وبصورة موجزة يكتفي فيها بأن يقال مثلًا:

"إن أحد المواطنين أدين بسبب اعتدائه على النظام الاشتراكيّ الذي تسير عليه الحكومة" أو "إنه أدين لإخلال خطيرٍ بنظام العمل" وهكذا، ومثل هذا يلاحظ أيضًا في البلاد الشيوعية الأوروبية التي تدور في فلك الاتحاد السوفييتي.

ومع هذا وذاك, فقد ذهب كثيرون من الصحفيين المشهورين في مصر

<<  <   >  >>