للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والحق أن من أصعب الأشياء أن نضع لحسن الذوق أصولًا وقواعد، نرسم له خططًا ومناهج، غير أننا مع هذا وذاك, نلح على الصحف بوجهٍ عامٍّ أن تتقيد بهذه القاعدة التي لا ضابط لها، وتأخذ نفسها أخذًا حكيمًا بهذا المبدأ الإنسانيّ العام الذي يقره المجتمع، وهذا المبدأ هو مراعاة شعور الناس في جميع الظروف والأحوال.

دعوى القذف في الصحف:

من أجل ذلك نريد أن نقف وقفةً قصيرةً عند دعوى القذف في الصحف، وأن نشير إلى رأي الكثرة الساحقة من الباحثين في هذا الموضوع.

القذف إساءةٌ مقصودةٌ تراد بها السخرية من فكرة، أو واقعة صدرت من شخص، أو طائفة من الطوائف، أو هيئة من الهيئات، أو مؤسسة، أو شركة، أو نحو ذلك.

ولا غرض لهذا النوع من الإساءة إلّا تشويه هؤلاء، والنيل من كرامتهم, وتعريضهم لخسارة مادية، وأخرى معنوية.

والقانون من جانبه يحرِّمُ هذه الجريمة, ويعاقب عليها، ولا يسمح لصحيفة من الصحف أن توجه تهمة ما إلى شخص لم يرتكبها فعلًا، ولكنه يجيز للصحف أن ترمي موظفي الحكومة، أو الشركات، بجريمة الإهمال في العمل، والعبث بمصالح الأفراد والجماعات.

وفي المجتمع أشخاص لهم بروز من نوع خاص، إما في عالم الأدب، أو الصحافة، أو العلم، أو الفنون على اختلافها، صحيح إن من حق الصحف أن تتعرض لنقد الحياة الخاصة لهؤلاء الممتازين في المجتمع، ما دامت لهم صلة كبيرة بالصالح العام لهذا المجتمع، أو بعبارة أخرى: ما دامت الأضواء مسلطة عليهم وحدهم دون غيرهم من أفراد المجتمع، أو بعبارة أخرى: ما دامت الأضواء مسلطة عليهم وحدهم دون غيرهم من أفراد المجتمع.

<<  <   >  >>