للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعنى: النقد الكاريكاتوري في مصر، كما كانت صحيفة المويلحيين -يريد المويلحي الكبير والمويلحي الصغير، واسمها: "أبو زيد" أول ما عرف -فيما أعرف أنا- من التصوير الكاريكاتوري في هذه البلاد ... ".

وفي القرن العشرين، وفي المرحلة الرابعة من مراحل الصحافة على سبيل التحديد, وهي المرحلة التي تقع بين عامي ١٩٢٢ و ١٩٤٢ ظهر المقال الكاريكاتوري على صفحات الصحف المصرية، ونبغ فيه أدباء وصحفيون, أهمهم ثلاثة رجال هم: الشيخ عبد العزيز البشري، والأستاذ فكرى أباظة، والأستاذ أحمد حافظ عوض، الأول نشر في مجلة السياسة الأسبوعية، والثاني نشر في مجلة الهلال، والثالث نشر في مجلة تدعى "خيال الظل" كان يسخر فيها من أعداء حزب الوفد.

ونريد أن نكتفي هنا بنموذج واحد فقط للبشري بعنوان: زيور باشا١.

أما شكله الخارجيّ, وأوصافه الهندسية, ورسم قطاعاته ومساقطه الأفقية، فذلك كله محتاج في وصفه, وضبط مساحاته, إلى فنٍ دقيقٍ وهندسة بارعة.

الواقع أن زيور باشا رجل -إن صح هذا التعبير- يمتاز عن سائر الناس في كل شيء، ولست أعنى بامتيازه في شكله المهول: طوله، ولا عرضه، ولا بعد مداه، فإن في الناس من هم أبدن منه، وأبعد طولًا، وأوفر لحمًا، إلَّا أن لكل منهم هيكلًا واحدًا، أما صاحبنا، فإذا اطلعت عليه أدركت -لأول وهلةٍ- أنه مؤلف من عدة مخلوقات، لا تدري كيف اتصلت، ولا كيف تعلق بعضها ببعض, ومنها ما يدور حول نفسه، ومنها ما يدور


١ كتاب "المرأة" للبشري, ص٧، طبع دار الكتب المصرية سنة ١٩٢٧، وزيوور باشا هو أحد رؤساء الوزارات المصرية في عام ١٩٢٧.

<<  <   >  >>