للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نصف الشهر, طلبت منك أن تقترض، فاقترضت، وأن تشتري ما لا حاجة لنا به فاشتريت, فليس لك أن تطالبنا بالاقتصاد في الجدول الصغير, والنهر الكبير ليس له ضابط, قال: نعم, قالوا: وقد أضعت سيادتك على أمنا، فلم تفرض سيادتك علينا؟ وهي أم الحاضر وأنت أبو الماضي، ونحن رجال المستقبل, قال: نعم.

وقالت البنات لأبيهن:

يا أبانا الذي ليس في السماء: رقصت أمنا فرقصنا، وشربت أمنا فشربنا، وشربت سرًّا فلتسمح لنا بحكم تقدم الزمان أن نشرب جهرًا، ورأينا في روايات السينما والتمثيل حبًّا فأحببنا, ورأينا عريًا في الشواطيء فتعرينا, وتزوجت أمنا بإذن أبيها, فلنتزوج نحن بإذننا.

قال: نعم، قلن: وقد أوصتنا أمنا أن نركب الزوج، ولكننا أمام مشكلة يشغلنا حلها، فإننا نرى شباب اليوم متمردين لا يخضعون خضوعك, ولا يستسلمون استسلامك ...

يا أبانا: هل البيت ضرورة من ضرورات الحياة؟

أليس نظام الأسرة نظامًا عتيقًا من آثار القرون الوسطى؟ قال: نعم، قلن: عن كل حالٍ يصح أن يجرب جيل النساء الجديد مع جيل الرجال الجديد، فإن وقع ما خشينا عشنا أحرارًا وعاشوا أحرارًا، وطالبنا بتسهيل الطلاق، وبهدم المحاكم الشرعية على رءوس أصحابها.

قال الأب: وماذا تفعلن بما ترزقن من أبناء وبنات؟ قلن: لك الله يا أبانا! إنك لا تزال تفكر بعقل جدنا وجدتنا، لقد كنت أنت وأبوك وجدك تحملون أنفسكم عناء كبيرًا في الأولاد، وتضحون بأنفسكم وأموالكم في سبيلهم، وتعيشون لهم لا لكم، أما عقليتنا نحن أهل الجيل الحاضر, فأن نعيش لأنفسنا لا لغيرنا، لقد ضحك عليكم الدين والأخلاق ففهمتم أن

<<  <   >  >>