للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإن خاللتَ خاللتُ، فالجزاء من جنس العمل، بل إن لم تخالل ربما خاللتُ؛ لأن حياة الزوجية البحتة قد يعتريها الركود والسأم والملل ...

فصرخ الرجل, ولفَّ الغضب وجهه، وحاول أن ينكل بها فتراجعت وسحبت مطلبها الأخير، ورأت من الحكمة أن تتريث بعض الشيء حتى يبلع ريقه من أثر الصدمة الأولى، ويستعد للصدمة الثانية، فإن لم يسعفها الزمان, أوصت بناتها بشروطها الجديدة.....

قالت: وسيكون أول ما أوصي به ابنتي أن تأخذ قياس خطبها، ثم يكون من أول جهازها أن تفصل له برذعةً ولجامًا على قدره، فتضع البرذعة عليه، وتركبه إذا شاءت، وتشكمه باللجام إذا حاول أن يتحرك يمينًا أو شمالًا على غير رغبتها.

وشاء الله أن يرزقا بنين وبنات:

.... وقد رأوا أن الأم لم تجلّ الأب فلم يجلوه، ولم تعره كبير التفاتٍ فلم يعيروه، ورأوها تبذر في مال الأب فبذَّروا، ورأوها حرة التصرف فتحرروا، ورأوها تخرج من البيت من غير إذن الأب فخرجوا خروجها, وتعود إلى البيت متى شاءت ففعلوا فعلها، ورأوها لا تتدين فلم يتدينوا, وقال الأبناء لأبيهم:

إننا مخلوقون لزمانٍ غير زمانك, فاخضع لحكم الزمان، وقد نشأنا في زمن الحرية في الآراء، والحرية في الأعمال، والحرية في التصرف, لا كما نشأت في جَوٍّ من الطاعة والقيد والأسر والتقاليد، فمحال أن يسع ثوبك الضيق أبداننا، وتقاليدك العتيقة البالية نفوسنا.

قال: نعم, قالوا: وأنت الذي سمحت لنا باديء ذي بدء أن نغشى دور السينما والتمثيل، وأن نسمع الأغاني البلدية، وأن نشهد المراقص الأوروبية, فإذا أقررت المقدمة فلا تهرب من النتيجة، فأنت الذي عودنا ألّا نضع للبيت ميزانية؛ لأنك تعطي راتبك لأمنا تنفق منه من غير حساب، فإن انتهى في

<<  <   >  >>