للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اختلافها من برلمانية إلى قضائية إلى دولية وهكذا.

وهذا التقسيم الأخير هو الذي أخذنا به في هذا البحث, ومن هنا يتضح لنا منذ بداية الأمر كيف تتداخل فنون التحرير بعضها في بعض, وكيف يصعب التمييز بينها تمييزًا لا يقبل الشك، وسنعود إلى الحديث عن هذه المشكلة في بداية الكتابة الرابع من كتب هذا البحث.

"٤"

على أن الفن الصحفيّ في ذاته من أشد الفنون كلها قبولًا للتطور، ذلك أنه من أشدها اتصالًا بالحياة الإنسانية والنشاط الإنسانيّ، وهذا النشاط في تغيّر مستمرٍ، لا تستطيع الحياة البشرية معه أن تثبت على حالة واحدة.

فرب كتاب يؤلف في "الفن الصحفيّ" هذا العام, يصبح شيئًا قديمًا في ذاته بعد أعوام, غير أن ذلك لا يصح أن يمنع العلماء من القيام بالتأليف في هذا الميدان, فإن كان بحث من هذه الأبحاث -فضلًا عن أنه يرشد إلى أصول هذا الفن وقواعده- يحمل في طيَّاته العمر الزمنيّ لهذا الفن، أو الدرجة التي بلغها في فترة بعينها من حياة أمةٍ من الأمم.

وتلك أسباب من شأنها أن تجعلنا نقدم هذا البحث إلى القراء, وإلى العلماء منهم بنوع خاصٍّ -في شيء كثير من التواضع أولًا- ومن الاعتراف بالواقع التاريخيّ ثانيًا، ومن التقدير الدقيق للفرق بيننا وبين الأمم التي سبقتنا إلى التأليف في هذا الفن آخر الأمر.

وحسب هذا البحث أنه يعتبر من أول ما كتب باللغة العربية في الفن الصحفيّ بمصر, وأملنا كبير في أن تأتي بعدنا أجيال من الباحثين يتابعون التقدم الذي تصيبه الصحافة العالمية, أو الصحافة الإقليمية من حين إلى حينٍ، ويرسمون الطريق القويم الذي تنفذ منه الصحافة إلى المثل الأعلى الذي يطمع فيه الجميع.

<<  <   >  >>