للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهنا يسرني أن أستطرد إلى ذكر طرف يسير من رسالة "قسم التحرير والترجمة والصحافة" بجامعة القاهرة، وهو القسم الذي أنشيء في مصر منذ عام ١٩٥٤ فقط، وإن كان قد سبقه إلى الوجود، "معهد التحرير والترجمة والصحافة" بالجامعة منذ سنة ١٩٤٠، وكان لا يقبل في ذلك المعهد غير الطلبة الذين أتموا دروسهم في كليات الجامعة على اختلافها, على حين أن القسم أصبح يقبل فيه الطلبة الحاصلون على شهادة إتمام الدراسة الثانوية.

٥"

إن رسالة "قسم التحرير والترجمة والصحافة" بالجامعة, يمكن أن تتلخص في العبارة الآتية, وهي:

"رفع المستوى العلميّ والفنيّ والخلقيّ لجميع المشتغلين بمهنة الصحافة في مصر، والعمل على إثبات الشخصية المصرية لصحافتنا القومية في جميع المراحل التاريخية التي مرت بها إلى اليوم".

فأما المستوى العلميّ, أو الثقافيّ, فمبنيٌّ عندنا على أساسٍ من الفهم الصحيح لمهمة الصحافة الحديثة, وتنحصر هذه المهمة في تنوير رجل الشارع, وتزويده بالثقافات التي يفهم بها المجتمع، كما يفهم بها الأوضاع السياسية والاجتماعية التي تراد به في هذا المجتمع، وذلك ما دامت الحكومات الحديثة على اختلاف أشكالها تعتمد على رجل الشارع في إقناع الأمة بهذه الأوضاع، أو في إشراكها إشراكًا فعليًّا في رسم هذه الأوضاع.

والصحافة الحديثة هي المسئولة في الحال والاستقبال عن إفهام المواطنين معنًى صحيحًا لكلمة "الوطنية", بحيث تصبح مرادفة في أذهانهم لكلمات "الضمير الحيّ", "وتقدير المسئولية".

والصحافة الحديثة هي المسئولة في الحال والاستقبال عن إشراك المواطنين في كل حركةٍ يراد بها نقلهم من طورٍ إلى طورٍ، ومن حالةٍ إلى حالةٍ، ومن مستوًى ماديٍّ أو معنويٍّ إلى مستوًى أعلى منه.

<<  <   >  >>