للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومما تقدَّم تتضح لنا وظائف المقال الصحفيّ، وهي كثيرة, من أهمها ما يلي: أولًا: وظيفة شرح الأخبار، وتفسير الصلة التي بينها وبين الأفراد والمجتمعات, والتعليق على هذه الأخبار تعليقًا يوضح مغزاها للقارئ.

ثانيًا: وظيفة التوجيه والإرشاد، وذلك على أساسٍ من العلم والمعرفة التامة بموضوع التوجيه، وإيراد الشواهد القوية من واقع الحياة.

ثالثًا: وظيفة التسلية والإمتاع, وإشباع فضول القراء، وذلك في الموضوعات التي تستأثر باهتمامهم، وتجتذب التفاتهم.

من أجل ذلك وجب على "مجلس التحرير" في الصحيفة أن يضمَّ إليه نخبةً طيبةً من المحررين المتخصصين كل في موضوعٍ من الموضوعات الهامة كالسياسة والاقتصاد، والزراعة، والصناعة، والتعليم، ونحو ذلك, ومعنى هذا في إيجاز: أن على "مجلس التحرير" في الصحيفة الحديثة أن يكون أشبه بمجالس الكليات في الجامعة، وتتألف هذه المجالس عادةً من الأساتذة ذوي الكراسيّ، عملهم الرئيسيّ توجيه الدراسات المختلفة في كليات الجامعة، وإحداث التنسيق التام بين مواد كل كلية من هذه الكليات على حدة.

وهذا كله ما يمكن أن يطلق عليه اسم: "تجميع الصحيفة" أي: جعلها تأخذ صورة "الجامعة".

ولا غرابة في ذلك ما دامت الصحافة في كل أمة من الأمم هي التي يناط بما تثقيف الجمهور، وإرشاده في جميع الأمور.

فنون المقال الصحفيّ وطريقة صياغتها:

المقال الصحفيّ بالمعنى الصحيح لهذه الكلمة, لا يكاد ينطبق إلّا على فنين فقط، هما: فن المقال الافتتاحيّ، وفن العمود أما ما عدا ذلك من الفنون الصحفية -عدا الخبر- كالحديث، والتحقيق، والماجريات

<<  <   >  >>