ثم هكذا عرض المحرر الرياضيّ بصحيفة "أخبار اليوم" الحقائق الخاصة بالمباراة التي أجريت بين فريق الزمالك وفريق المصري، وتجرَّدَ المحرر في أثناء ذلك عن التحيز لأحد الفريقين، كما تجرَّدَ أيضًا عن مشاعر النظارة, ثم إن المحرر الرياضيّ الذي أمامنا, توخى أن يكتب خبر المباراة على شكل قصة خبرية لها "صدر" ولها "صلب" وأجاب عن بعض الأسئلة الستة، وعني بذكر النتيجة ووصفها، ولم ينس في أثناء ذلك كله أن يوجه النقد من حينٍ لآخر إلى اللاعبين، ويلفت أنظارهم إلى الأخطاء التي كانوا يرتكبونها، ولم ينس هذا المحرر مطلقًا أن ينوه ببعض الممتازين من اللاعبين، وأن يسجل حركاتهم في الملعب، وأن يستخدم في أثناء ذلك كله الألفاظ المصطلح عليها بين الرياضيين أنفسهم، كألفاظ:
هدف التعادل، والتعادل، والمرمى، والجناح، ومتوسط هجوم، وضربة جزاء, إلخ، ولا يكاد يعاب على هذا العمود الرياضيّ الذي أتى على شكل قصة خبرية أكثر من أن محرره لم يُقَسِّمْ "صلب الخبر" إلى فقرات, تبدأ كل فقرةٍ منها بسطرٍ جديدٍ، فإنه بدلًا من أن يفعل ذلك, اكتفى بالفصل بين كل فقرةٍ وأخرى, بنقطة أفقية هكذا "..... ".
ولا شك أن هذه الصفحة الرياضية التي ينشر فيها هذا العمود الرياضيّ لم تتسع -فيما يظهر- للتعليق الفنيّ على المباراة، بما يعطي للقارئ فكرةً كاملة الوضوح، تامة البناء، ظاهرة المعالم.
صحفة الفن:
الفن تعبير شخصيٌّ حرٌّ, يشيع الفرح والبهجة والهدوء والاطمئنان في النفس البشرية، والفن تعبير عن الحياة في جميع العصور التي مرت بها, ورسالة الفنان مطابقة دائمًا لشعوره وإحساساته، وهي تقص علينا قصته كما تخيلها وأحس بها.