والفنان هو وحده صاحب الحق في أن يتصرف في الطبيعة من حوله, فيرسمها لنفسه وللناس بالصورة التي يمليها عليه إحساسه وشعوره.
نظرت سيدةٌ إلى لوحةٍ فنيةٍ رائعةٍ، لمنظر من مناظر الطبيعة في أبهى مظاهرها، فصاحت في وجه الرسام قائلةً:
لكن الطبيعة يا سيدي ليست كذلك!، فأجابها الفنان من فوره قائلًا:"لكن، ألَا تحبين يا سيدتي أن تكون الطبيعة كذلك"؟
تلك هي بعض الأسباب التي من أجلها تعنى البشرية كلها بالفن من حيث هو، وتلك هي بعض الأسباب التي من أجلها تزيد الصحافة من عنايتها بالفنون على اختلافها, وهذه الفنون في ذاتها قسمان: قسم خيالي، وآخر واقعي.
أما الخياليّ: فلا يتقيد بقيود من أي نوع, ومن هنا كانت الحرية أصلًا من أصول الفن، وسببًا من أسباب بقائه ونمائه، بحيث إذا حرمها الفن حرم الحياة كلها على الفور.
وأما الفن الواقعيّ: ففيه تشترك اليد مع الذهن، أي: أنه فنُّ يحتاج إلى مادةٍ تعمل فيها اليد بوحيٍ من الذهن, ومن هنا أطلق على الفنون الخيالية اسم:"الفنون الجميلة" أو "الفنون الرفيعة"، كما أطلق على الفنون الواقعية اسم:"الفنون العملية"، أو الفنون التطبيقية":
فمن الفنون الخيالية: الشعر، والرسم، والتصوير، والزخرفة، والتمثيل، والموسيقى, ومن الفنون التطبيقية: صناعة السجاد، وصناعة الأثاث، ونحو ذلك.
وللصحف -في الأعم الأغلب- عناية بالفنون الجميلة أو الفنون الرفيعة