للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"مجلس طبي" إلى العقلاء الناصحين للأمة المصرية, الذين عليهم أن يفكروا في مخرجٍ لها من هذه الأزمة١.

وكان من ألمع الكتاب الصحفيين بمصر في القرن الماضي، وإمام السخرية في العصر الحديث غير مدافع "يعقوب بن صنوع" الذي اتخذ لنفسه اسم "أبي نظارة"، وسلك في سخريته بحكومة إسماعيل طريقين، هما: طريق المحاورات الصحفية، وطريق القصص المسرحية، ونجح فيهما نجاحًا لا نظير له في الحقيقة, حتى لقد خافه الخديو اسماعيل، واضطر إلى نفيه، وكما سمى "يعقوب بن صنوع" نفسه: "بأبي نظارة" فقد سمى الخديو إسماعيل: "بشيخ الحارة" وسمى الفلاح المصري: "بأبي الغلب". .. إلخ.

وما دمنا نتحدث عن الصور الأدبية والصحفية لنقد الحكام الطغاة، ومحاربة الظلم والاستبداد، فلا ننسى الإشارة إلى أديب مصر في القرن الماضي، وهو إبراهيم المويلحي، وإلى بعض طرقه في ذلك.

ومن هذه الطرق المقالات التي كتبها بعنوان: "ما هنالك"، وهي مقالات كتبت في نقد الحكومة العثمانية، والفساد العثمانيّ، وفي نفس الوقت أخافت الحكام في مصر، فقد خشوا أن يكتب فيهم "المويلحي" "ما هنا" بدلًا من "ما هنالك".

ومن الطرق الأدبية الخالصة التي عمد إليها "إبراهيم المويلحي" كذلك، وشاركه فيها ابنه "محمد المويلحي" طريقة القصة الطويلة، فقد كتب المويلحي الكبير -إبراهيم- قصة موسى بن عصام في نقد الاحتلال الإنجليزي، والتهكم على رجاله، وكتب المويلحي الصغير -محمد- قصة "عيسى بن هشام" في نقد المجتمع المصريّ، ونقد حكامه.

أما الكاتب الأول: فالظاهر أن رجال الاحتلال تنبهوا إليه، وحاولوا


١ المصدر المتقدم, من ص١١٢-١١٤.

<<  <   >  >>