للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"مرآة الضمير الحديث" أو الرسائل "الجاحظية" التي توجه بها "طه حسين" -يومًا ما - إلى رئيس الوزارة في مصر، وهو المهندس حسين سري.

وهذا كله من جانب الصحفيين، أما الأدباء غير الصحفيين، فقد كانت لهم وسائلهم الخاصة بهم في نقد الحكومة والمجتمع، ومن أهم هذه الوسائل: القصص, كما نجد ذلك في قصة "مذكرات نائب في الأرياف" لتوفيق الحكيم، و "جنة الحيوان" لطه حسين، و"المعذبون في الأرض" له أيضًا، إلّا أن وسائل الأدباء ليست مما نهدف إليه في بحث خاص بالصحافة، فليس من حقنا إذن أن نرسل القول في هذا اللون من ألوان الأدب.

والخلاصة: أن على الأدباء، ورجال الصحف واجبًا ثقيلًا, لا مفر من أدائه، وهذا الواجب هو: محاسبة الحكام، وبذل النصيحة لهم وللمحكومين على السواء، فإذا كانت الظروف ظروف سلمٍ وأمانٍ، ولم يحتج الأديب أو الصحفيّ إلى التورية في كلامه، وإن كانت الظروف ظروف حربٍ وظلامٍ، فلا يجوز لرجال الأدب والصحافة أن يقفوا مكتوفي الأيدي حيال الظلم، أو البطش، أو الخيانة، ذلك أن الطبيعة وهبتهم من الذكاء ما يمكنهم من الوصول إلى غرضهم، ومن الأسلحة ما هو بمثابة الحيل التي توصلهم إلى هذا الغرض.

<<  <   >  >>