للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفنون الثلاثة بالمعنى المقصود من كل فَنٍّ منها على حدةٍ، وهو المعنى الذي ستشرحه الفصول التالية:

فليست هذه التقارير الصغيرة أحاديث صحفية؛ لعدم وجود عنصر الحوار في أكثرها، بل فيها جميعها, وليست هذه التقارير الصغيرة عبارة عن تحقيقات صحيفة؛ لعدم وجود عنصر البحث عن الحقائق، وعنصر جمع المعلومات حول مشكلةٍ من المشكلات العامةِ سعيًا وراء إيجاد حل مناسب لها.

وليست هذه التقارير الصغيرة "ماجريات صحفية" لأنه يشترط في هذه الماجريات -كما سنرى- أن تكون تقريرًا عن حوادث كبيرةٍ عقدت لها جلسات في هيئات عامة، كالمحكمة، والبرلمان، والمؤتمر الإقليمي، أو المؤتمر الدوليّ.

فإن كان ولا بد من إدراج هذه التقارير الصغيرة تحت فَنٍّ من فنون الصحافة, فهي أدنى إلى فن التعليق على الأخبار منها إلى أيِّ شيءٍ آخر، وذلك بشرط أن نتسامح أيضًا في معنى "التعليق على الأخبار" فلا تكون الغاية منه مقصورةً على توجيه القارئ بقدر ما تكون الغاية من هذا التعليق الصحفيّ أو "الثرثرة الصحفية" هي تسلية القارئ أو إمتاعه، بصرف النظر عن توجيهه أو إرشاده.

ثم إن هذا التعليق على الأخبار متى قصد منه إلى إيضاح بعض النقط المتصلة به، أو الكلام بشيء من التوسع عن الأشخاص والأماكن التي تذكر معه، أو تزويد القارئ بطائفة من المعلومات المسلية التي ترتبط به من قريب أو من بعيد, سُمِّيَ في الواقع باسم: "طريفة"، وجمعها "طرائف"، Eeatures وهو فن من فنون الصحافة أدنى إلى الخبر منه إلى المقال، كما

<<  <   >  >>