للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويفرِّقُ الباحثون بين "المقرر الكبير" و "المقرر الصغير" فالأول ذو خبرةٍ واسعةٍ، ومرانةٍ طويلةٍ، وعليه -بوجه عام- تعتمد الصحيفة في كتابة التقارير حول الأخبار الهامة، والحوادث الجسام، كحادث اغتيال رئيس من رؤساء الحكومات، أو حادث غرق سفينة كبيرة، أو هلاك منطقة آهله بالسكان بسبب الفيضان، أو بسبب بركان، وكفضيحة من الفضائح تكون الشخصية الرئيسية فيها نجمًا أو نجمةً من نجوم العلم، أو الأدب, أو السينما، أو المسرح, ونحو ذلك.

فإذا وقع حادث من هذا النوع أسرع المقرر الصحفيّ الكبير، فحزم متاعه، واصطحب معه آلة التصوير، وركب الطائرة، أو القطار السريع، ليصل إلى مكان الحادث قبل غيره من الصحفيين، وهنا يجمع المعلومات، ويجري التحقيقات، ولا يعبأ بالمصاعب والعقبات التي تعترض طريقه، ويسابق الوقت فلا تضيع منه دقيقة واحدة، وإلّا فسدت عليه خطته من أولها إلى آخرها.

أما "المقرر الصغير" فيحرر في الغالب باب "الأصداء" أو باب "المياومات" أو تلك المواد الصغيرة المسلية التي تهتم بها جميع الصحف، وتفرد لها مكانًا خاصًّا من مساحتها، وكثيرًا ما يكون ذلك بالصفحة الأخيرة التي تعتبر أدنى في طبيعتها إلى "المجلة": MAGAZINE منها إلى الجريدة NEWS PAPER.

وفي هذه الصفحة الأخيرة يرى القارئ طائفةً من الأحاديث المصورة، التي هي في الواقع "أصداء" لأهم الحوادث الجارية، وهنا يتساءل الباحث عن هذه الأحاديث، والأصداء: ما نوعها؟ وهل تعتبر من الحديث الصحفيّ، أو التحقيق الصحفيّ، أو الماجريات الصحفية؟

والجواب على ذلك: أن هذه التقارير الصغيرة ليست في شيء من هذه

<<  <   >  >>