للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يكفي أن نرى جمهور القراء يتهافتون على قراءة التقرير الصحفيّ -أيًّا كان نوعه- وأن نراهم معجبين أشد الإعجاب بكاتب هذا الفن من فنون الصحافة الحديثة.

على أن كاتب التقرير الصحفيّ في الحقيقة من أشد الكُتَّابِ الصحفيين عنايةً بعرضه, على أحسن وجه، وكتابته على أحدث طريقة، وجعله تحفةً فنيةً تجذب إليها انتباه القارئ، وسنرى في بعض الفصول القادمة كيف أن كاتب التقرير الصحفيّ، بأشكاله المختلفة، لا بد أن يكون رجلًا يتوافر فيه من الصفات الأدبية والفنية, وما يتوافر في كاتب القصة الإخبارية، أو المقالة الصحفية، أو العلمية، أو الأدبية، أي: أن كاتب التقرير يجب أن يكون كغيره من أعضاء أسرة التحرير؛ على جانبٍ عظيمٍ من العلم والمعرفة، وعلى جانبٍ عظيمٍ من الفن والموهبة، وبغير ذلك تبدو كتاباته ضحلةً فارغةً أو مضحكةً، وتتعرض إذ ذاك "لمقص" سكرتير التحرير, ولقمه "الأحمر" الذي يضرب به على كثير من المواد غير المبذول في كتابتها، وإعدادها من العناية ما يكفل نشرها، ويغري قراء الصحيفة بقراءتها، والانتفاع بها.

وفي أهمية المقرر الصحفيّ, يقول مسيو "إيلي ريشارد Elie Richard" وكان رئيسًا لتحرير صحيفة فرنسية يقال لها: "سي سوار":

"الحقيقة أن المقرر الصحفيّ ثمرةٌ من ثمار هذا القرن الذي نعيش فيه، إنه المندوب الذي يذهب من قبلك - أيها القارئ- لرؤية الحادث، والكشف عن أسبابه بدقةٍ تامةٍ، إنه ليس أديبًا متجولًا، ولكنه في الواقع العين التي نبصر بها، والأذن التي نسمع بها، وهو يعرف جيدًا أن عليه أن ينقل إلينا جميع الأحاسيس فور شعوره بها، وإدراكه لها، أما التأملات والإيحاءات فمتروكة لنا وحدنا بعد كل ذلك".

<<  <   >  >>