للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانيًا: حديث الرأي

إن الصحيفة في هذا النوع الحديث بالذات, تهتم كذلك بالحصول على آراءٍ ذوي الخبرة والاختصاص في موضوعٍ له أهميته في المجتمع.

ومن الأمثلة عليه حديثٌ لعضوٍ بارزٍ في مجلس النواب, عن مشروع يزمع البرلمان إقراره، أو حديثٍ مع وزير التربية والتعليم عن سياسةٍ جديدةٍ يريد إنتهاجها والسير عليها، أو حديث مع رئيس الجمعية الطبية المصرية عن موضوع تأميم الطب، وفي هذا النوع من الأحاديث يكون لآراء المختصين والفنيين وزن كبير، وخطر جليل.

والناس بالقياس كذلك إلى هذا النوع من أنواع الحديث الصحفيّ فريقان: فريق يميل إلى الشهر ويتعطش إليها، فهو يسارع إلى الإدلاء بكل بيانٍ، بمناسبةٍ وبغير مناسبةٍ، وهو يدعي العلم بما يعرف وما لا يعرف. يتكلم في السياسة وفي الدين، وفي الأخلاق، وفي الأمن، وفي الإدارة، وفي الفنون، وفي العلوم، وفي كل شيءٍ، ومثل هذا الفريق من الناس ينبغي الاحتراس من معلوماتهم وآرائهم؛ لأنها دون شكٍّ آراء تمتزج فيها الحقيقة بالخيال، والجد بالهزل.

وفريق آخر من الناس قد يكونون مشغولين بأعمالهم على الدوام، وقد يكونون من الذين يترددون في الإدلاء بمعلوماتٍ من أي نوعٍ كان، وفي كلتا الحالتين ينبغي للصحفيّ أن يقدِّرَ الموقف حق قدره، وينبغي له في الحالة الأخيرة بنوعٍ أخصٍّ أن يحدد الأمر تحديدًا واضحًا للمتحدث، حتى يحصر محدثه في الموضوع -إن كان من الخياليين الحالمين- أو يخرج المحدث من الشك إلى اليقين، ومن الخوف إلى الأمن إن كان من المترددين المرتابين، وعلى المخبر أن يقنع هذا وذاك بأن في نشر حديثهما فائدة محققة للرأي العام.

<<  <   >  >>