للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد يحدث أحيانًا أن يصرَّ المتحدث على ألّا ينشر اسمه مقرونًا بالحديث، وحينذاك لا يجوز للصحفيّ أن ينشر اسمه، بل يكتفي بأن يقول: عن مصدرٍ مسئولٍ, أو شخصيةٍ كبيرةٍ، أو عن مصدرٍ لا يرقى إليه الشك، ونحو ذلك.

ومن الخطر على الصحيفة دائمًا أن يعد مخبرها بأنه أن ينشر هذا الجزء أو ذاك من الحديث، أو بأنه لن ينشر اسم صاحب الحديث، ثم لا يفي بما وعد، وتلك جريمة صحفية يعاقب عليها القانون، ثم إنه لا غنى للصحفيّ كذلك في حديث الرأي عن مراعاة التوازن بين الآراء المؤيدة، والآراء المعارضة، وخاصةً إذا كان الحديث متصلًا بأمرٍ من أمور السياسة، أو الاقتصاد، أو التعليم، ونحو ذلك من المرافق الخطيرة في الدولة.

ولا ينسى الصحفيّ مع كل هذا سياسة الصحيفة, بل يجب عليه دائمًا أن يضعها نصب عينيه في الأحاديث الصحفية بوجهٍ عامٍّ، وحديث الرأي منها بوجهٍ أخصٍّ.

ثالثًا: حديث التسلية والإمتاع

إذا كان الغرض من حديث الخبر والحقائق هو الإعلام، وكان الغرض من حديث الرأي هو التوجيه والإرشاد, فإن الغرض من هذا النوع الثالث -كما يؤخذ من اسمه- هو التسلية والترفيه عن القراء, وعلى ذلك, فالمهم في هذا النوع الثالث ليس ما يقال، ولكن كيف يقال؟

والمتحدث في هذه الحالة هو المحرر نفسه؛ إذ الغرض الأساسيّ في الواقع هو تصوير شخصية اعتدت بما فيها من طرافة أو غرابة، أو تعقيد، أو بساطة، ولذلك يعني المخبر الصحفيّ بنبرات الصوت، وحركات المحدث، وتعبيرات الوجه، ولون الملابس، وطريقة الجلوس، وما إلى ذلك كله.

<<  <   >  >>