للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانيًا: أن التحقيق الصحفيّ -كما رأينا- قائم في أكثر الأحيان على دراسات المتخصصين، وآراء الفنيين، وقد يقتصر مجهود المحرر الصحفيّ في هذه الحالة على جميع هذه الآراء، وتسجيل هذه الدراسات، أو عرضها بشكل يحذب التفات القارئ، ويشركه في التفكير الجديّ للوصول إلى حل من المحلول لهذه المشكلة التي يعرض لها التحقيق.

أما في الماجريات فالمجهود كله واقع على كاهل المحرر، والتنظيم كله صادر منه أيضا، والماجريات على هذه الصورة الأخيرة ذاتيةً في كثير من الأحيان، أي: أنها تحمل -إلى حد ما - طابع كاتبها، على حين أن التحقيق الصحفيّ موضوعي في أكثره، أي: أنه لا يحمل -في الغالب- مثل هذا الطابع.

ثالثًا: أن التحقيق الصحفيّ يعتمد دائمًا على الصور الكثيرة التي لا غنى له عنها، أما الماجريات الصحفية فأقل حاجةٍ إلى هذا العنصر؛ إذ يكتفي كاتب الماجريات بصورةٍ واحدة فقط للقاعة التي حدثت فيها المناقشات، أو للشخصية البارزة التي استطاعت السيطرة على هذه المناقشات، وقد تظهر هذا الماجريات في الصحيفة بدون صور على الإطلاق.

رابعًا: أن الماجريات الصحفية إنما تتناول الحوادث القريبة، أو ما يطلق عليه "حوادث الساعة"، بينما التحقيق الصحفيّ يمكن أن يتناول الحوادث البعيدة، أو الموضوعات التي توصف بالجدة الزمنية، كمشكلة الغلاء، ومشكلة البطالة، ومشكلة الزواج والطلاق، ومشكلة الروتين الحكوميّ.

أنواع الماجريات وطرق تحريرها:

إننا إذا ذهبنا نحصي الماجريات الصحفية بوجهٍ عامٍّ وجدناها أربعة أنوع:

<<  <   >  >>