للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويجعلنا باختصار نشعر شعورًا كاملًا بأننا شهدنا معه الجلسة البرلمانية، أو القضائية، أو الدولية.

غير أن هذه الطريقة القائمة على الإسهاب لا تصلح إلّا للطبعات التي تصدرها الصحيفة للأقاليم, لا للعاصمة؛ حيث الناس في تلك الجهات النائية يجدون الوقت الكافي لقراءة هذه التفاصيل، والاستمتاع بما فيها من أوصاف كثيرة، وتعليقات طريفة.

أما الطبعة التي تصدر في العاصمة, فلا يصلح لها شيء من ذلك؛ إذ الناس في العاصمة يعرفون للوقت قيمته، فلا يميلون إلى تلك المواد الصحفية التي نسي محررها تقدير هذه التفرقة.

وهذا كاتبٌ ثالثٌ تراه يخلط بين المذهبين السابقين، ويجمع بين الطريقتين الآنفتين؛ يوجز في مواطن الإيجاز، ويسهب في مواطن الإسهاب، ويتحاشى الإيجاز الذي يضيع الفائدة على القراء، كما يتحاشى الإسهاب الذي يطغى على جزء كبير من وقتهم، ويصرفهم عن عملهم، ولذلك يحفظ لنفسه طريقًَا وسطًا، لا تفريط فيه ولا إفراط.

نستطيع بعد ذلك أن نقف وقفةً قصيرةً عند كل ضرب من الأضرب الأربعة السابقة للماجريات، لنشرح شيئًا من الطرق المتبعة في كتابته، والأمور التي ينبغي توافرها في كاتبه ومحرره.

<<  <   >  >>