للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الماجريات الصحفية، وخاصةً ما كان منها يتصل بالأمور السياسية، ففي هذه الحالات الأخيرة نرى التفاصيل تشتمل على القرارات، أو البيانات، أو الكلمات التي تصدر عن الملوك والرؤساء والوزراء ممن يشتركون في مؤتمر دبلوماسيّ، أو آخر دوليٍّ، وفي هذه الحالة يصعب على المحرر الصحفيّ أن يحذف من هذه المواد كلها شيئًا ما، إلّا عند الضرورة القصوى.

وفي مجال تحرير الماجريات الصحفية يتفاوت الكُتَّابُ، وتظهر الفروق الواسعة بينهم في الكتابة.

فهذا كاتب يميل إلى الإلمام بالموضوع في إيجاز، ويركز معلوماته تركيزًا خاصًّا، فيورد أهم الأحداث التي جرت داخل الجلسة، ويسجل أهم الأحاديث التي دارت بها، ولا يكترث لغير ذلك من الحوادث الصغيرة، أو الأحاديث العابرة, أو التي لا تؤثر في المجرى العام لسير الجلسة نفسها.

ومثل هذا الكاتب أو المحرر, نراه يجهد نفسه كثيرًا في التفرقة بين الغَثِّ والسمين من هذه الحوادث، والمناقشات العامة والخاصة، وقصده من ذلك واضح، هو توفير وقت القارئ، أو كما يقول الأستاذ "ويكهام ستيد" فيما يلى:

"إن من الضروري لكل صحيفة تريد لنفسها النجاح والرواج, أن تحرز في كل يوم نصرًا جديدًا في الإخراج, تتغلب به على عنصر الملل والركود عند القارئ، وكثيرًا ما يكون ذلك عن طريق التحرير الصحفيّ قبل أي شيء آخر".

ثم إن هناك كاتبًا آخر-على العكس من الأول- يميل إلى الإسهاب والتفصيل، ويحرص الحرص كله على تسجيل شاردة وواردة، ويصور الجو العام للجلسة، ويطيل في ذلك، حتى ليصف للقراء ملابس الأعضاء، وألوان هذه الملابس، وحركات المتحدثين، وطريقة كل منهم في كلامه، وجداله، ومتى ارتفع صوته في هذا الجدال، ومتى انخفض،

<<  <   >  >>