للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بأسرها، ولم يكن القضاء على حقٍّ في هذا الإجراء بحالٍ من الأحوال.

أما تحرير الماجريات القضائية فتتبع فيه إحدى الطرق الثلاث التي تقدَّم ذكرها في نهاية الفصل الخامس، فطريقة التركيز توحي إلى كاتبها أو محررها بتلخيص موضوع الدعوى والمرافعات في شبه مقالٍ شديد الإيجاز، وكثيرًا ما يكون محرر هذا النوع من الماجريات رجلًا من رجال القانون، كأن يكون مشتغلًا بالمحاماة، أو تكون له خدمة سابقة في سلك القضاء، ونحو ذلك.

وبالطريقة التحليلية يفصل المحرر القول في هذه القضية التي يعرضها للقراء، وسجَّل في هذا التفصيل كل سؤال وجهته المحكمة إلى المتهمين، وكل إجابة صدرت عنهم، كما يسجل المحرر بشهادة الشهود، ويعني العناية التامة بمرافعة المحامين من الجانبين، ويصف كل ما وقع في الجلسة من أخذٍ، وردٍّ، وحركةٍ وسكونٍ، ويتضمن التقرير بهذه الطريقة أيضًا كل ما صدر عن الحاضرين من الجمهور من إشارات، وتعقيبات، ونحو ذلك.

وبالطريقة المختلطة يقصر المحرر جهده على وصف الظروف والحوادث التي نشأت عنها الدعوى، ويصف الظواهر النفسية، والدلائل الخلقية التي تقترن بها غالبًا، وله أن يهمل وقائع الجلسة في ذاتها، مكتفيًا بتسجيل الحكم الذي نطق به القاضي.

على أن المهم من الناحية الصحفية البحتة, هو الإدلاء بتفصيل الحوادث التي سبقت المحاكمة، وأوصلت الطرفين المتنازعين إلى ساحة القضاء, وللمحرر الصحفيّ أن يعتمد في هذا الإدلاء على ما جرى بالفعل في داخل المحكمة مما شهده بعينه، أو سمعه بأذنه، أو على مصدر آخر كمحاضر التحقيق, وملف القضية، أو على المستندات الرسمية الموجودة فعلًا في غير هذا الملف.

<<  <   >  >>