للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو كل خير صغير أو كبير، أو كل شخصية يأتي ذكرها في كلامه، أو كل فكرة أو حقيقة, ولو لم تكن في حاجة إلى التوضيح, وهكذا، والسبب في ذلك: أن الصورة تضفي على العبارات حيويةً ومعنًى وإحساسًا وعاطفةً, ونحو ذلك.

على أن الصورة التي تعنى بها الصحف عادةً هي التي تعبر عن حركة أو موقف أو موضوع، ولذلك تستخدم الصورة عادةً في الأحوال التي يحتاج الإيضاح فيها إلى عامل الحركة, أو عامل الإيضاح، بل يمكن استخدام مجموعة من الصور لبيان حركة معينة, أو عدة حركات, ونحو ذلك.

يقول اللورد نور ثكليف:

"ربما كان التحرير المصاحب للصورة من أشق الأعمال الفنية في الصحيفة" وهو كذلك في الحقيقة، فلا يقف التعليق على الصورة عند وصف ما فيها من الأشخاص، أو المعالم, أو المناسبات، ولكن يجب أن يضيف المحرر إلى هذا الوصف شيئًا آخر، فيضيف إلى اسم صاحب الصورة مثلًا: أنه عالم من العلماء المعدودين في نوع خاصٍّ من العلوم، أو أنه لا عب كرة ممتاز بمهارته في الأوساط الرياضية, ونحو ذلك.

كذلك يجب على محرر الصورة أن يلفت نظر القارئ إلى مركز الأهمية في الصورة بطريقةٍ لا شعورية، بحيث يشعر القارئ أنه إنما ينظر من تلقاء نفسه إلى تلك النقط الهامة في الصورة التي أمامه.

ثم إن أسلوب تحرير الصورة يحتاج كذلك إلى توفر عوامل الجذب والتشويق، وإلى حسن اختيار اللفظ المناسب، المشتمل على أكبر قدر ممكن من التعبير، وكثيرًا ما يوفق محرر الصورة إلى أن يكتب تحتها حكمة من الحكم البالغة، أو مثلًا من الأمثال السائرة، أو عبارة من العبارات الكثيرة الورود على لسان الصورة المنشورة في الصحف، أو جملةً من الجمل تدل على إحدى لوازمه وهكذا.

<<  <   >  >>