ولا يتسنى لمحرر الصورة ذلك إلّا إذا كان على حظٍّ ما من الثقافة والاطلاع في السياسة، وفي الأدب، وفي التاريخ, والاجتماع، والوقوف التامِّ على طبقات المجتمع, وما تمتاز به كل طبقةٍ من حيث الزيّ، أو التقاليد، أو الأخلاق، أو العادات.
إن محرر الصورة -سواء أكانت شمسية أم كاريكاتورية - يجب أن يكون ممتازًا بصفات لا تقل في مجموعها عن الصفات التي يتحلى بها محرر التحقيق الصحفيّ، وبذلك يستطيع أن يقوم بهذا العمل الفنيّ الذي تعرف له الصحافة مكانته وخطورته، وتُقَدِّرُ له دقته، وصعوبته, وتختار له من المحررين من يتوافر فيه الشعور الكامل بكل هذه الأشياء.
والصور "Cuts" عنصر هام في الصحيفة الحديثة، وهي تشمل الصور الفوتوغرافية، والرسوم البيانية، والخرائط، والكاريكاتير، وما إليها، وإذا كانت بعض الصور تنشر التجميل، أو لأنها تمثل شخصيات تدورحولها المادة الصحفية، فإن بعض الصور كذلك تستطيع أن تحل محل الكلمات, فتنقل إلينا خبرًا أو رأيًا.
والصورة التي تنقل الخبر هي الصورة الفوتوغرافية التي التقطت لإحدى لحظات الحدث المعبرة, أما الصورة التي تنقل الرأي, فهي الكاريكاتير الذي ينقد في سخرية شخصًا أو فكرةً.
ولعل أول صورةٍ صحفيةٍ في تاريخ الصحافة المصرية, هي الصورة التي نشرتها الأهرام في الرابع من شهر مارس سنة ١٨٨١, وهي صورة فرديناند دليسبس ومعه طفلة، ثم كانت "الجريدة" أول صحيفة تستخدم صورًا فوتوغرافية للأشخاص والأماكن مع الأخبار والحوادث الهامة، وكان ذلك ابتداءً من الثامن والعشرين من شهر يونيه سنة ١٩٠٨.
ولما كان الإعلام أهم وظائف الصحف في العصر الحديث، فقد