عام ١٣٤٤هـ رحل إلي "إندنوسيا" صحبة والده وشقيقه صالح ومحمد علي فكانوا لا ينزلون ببلد إلا وتقام لهم حفلات تكريم وتقدير من طلاب والدهم الشيخ سعيد، وكانوا منتشرين في تلك الجهات، وبعد قيامه بنشر العلم مع والده في ربوع "اندنوسيا" عاد صحبة والده وأخويه إلي مكة المكرمة، واستمر في مواصلة تدريس العلم بالمسجد الحرام وفي عام ١٣٤٥هـ عين من قبل جلالة الملك عبد العزيز آل سعود يرحمه الله نائبا لرئيس هيئة التمييز الشرعي، وقام بعد ذلك برحلات متعددة إلي "اندنوسيا" و "ماليزيا" لنشر العلم واستمرت رحلاته إلي سنة ١٣٧٠هـ، حيث ألقى عصا الترحال، واستقر بمكة المكرمة، وأقبل على تدريس العلم في الحرم إلي سنة ١٣٧٧هـ حيث أصابه المرض وأنهكه الداء فصبر واحتسب، وفتح داره الطلبة العلم، بأتون إليه ويدرسهم ويفيدهم، وكان يرجمه الله نادرة في الذكاء، وسرعة الخاطر وقوة الحافظة ورعا تقيا كريما متواضعا، لا يعرف الكبر إلي قلبه سبيلا.
وفاته:
في الأيام الأخيرة اشتدت به وطأة المرض فنقل إلي المستشفى الوطني بمدينة جدة، فوافاه الأجل حيث توفي يوم الجمعة السادس والعشرين من شهر الحجة عام ١٣٩١هـ ونقل إلي مكة المكرمة، وصلى عليه الناس بالمسجد الحرام، وشيعوه إلي مقبرة المعلاة، فحزن عليه أهل العلم والفضل، وبكوه بأدمعهم، ورثاه على صفحات الصحف المحلية عدد غير قليل من العلماء والأدباء والكتاب، نذكر من بينهم الأستاذ الكبير أحمد عبد الغفور عطار، والشيخ محمد بن الشيخ علوي مالكي، وقد خلف ابنين هما معالي الشيخ أحمد زكي يماني وزير البترول والثروة المعدنية، وأخوه محمد رحم الله فقيد العلم والورع الشيخ حسن يماني وغفر له، ولجميع علماء المسلمين وعامتهم، إنه سميع مجيب وصلى الله على محمد وآله وسلم.