هو الشيخ الفاضل عبد العزيز بن عمر بن عكاس ينتهي نسبه إلي قبيلة سبيع القبيلة العربية العدنانية المشهورة بنجد، كان أجداده يسكنون بمدينة عنيزة إحدى عاصمتي القصيم بنجد ثم رحلوا سنة ٩٥٦هـ إلي الأحساء فطابت لهم الإقامة فيها وكثر نسلهم. ولد الشيخ عبد العزيز بالأحساء ١٣٠٤هـ ونشأ بها وقرأ القرآن ولما حفظه شرع في القراءة في العلم على عمه الشيخ العلامة عيسى بن عبد الله بن عكاس المتوفى سنة ١٣٣٨هـ وأخذ عن الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن الملا فقيه الأحناف بالأحساء ولما قدم إلي الأحساء الشيخ عبد الله البشاوري وعين قاضيا فيها في العهد العثماني قرأ عليه المترجم الشيخ عبد العزيز وبعد ذلك قدم إلي مكة المكرمة فأخذ العلم عن الشيخ اسعد الدهان والشيخ عبد الرحمن الدهان ولما استولى الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود على الأحساء واستتب له الأمر فيها وفي ملحقاتها عين المترجم قاضيا في بلدة الجبيل سنة ١٣٣٩هـ فمكث في القضاء ست سنوات ثم استعفى من القضاء وأعفي فعكف على مطالعة الكتب ودراسة غامضها والاتجاه لعبادة الله، ثم في عام ١٣٧٣هـ صدر الأمر الكريم بتعيينه رئيسا لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالأحساء وملحقاتها وكان يدرس طلابه طيلة إقامته بالأحساء وكان _ رحمه الله _ يفد إلي مكة المكرمة في كل سنة من شهر رمضان المبارك للعمرة والصيام والعبادة ويعود إلي بلدة الأحساء بعد العيد وكان حسن الخلق متواضعا لا يعرف الكبر والحقد إلي قلبه سبيلا. توفي بالأحساء سنة ١٣٨٣هـ رحمه الله وغفر له فانه كان من العلماء المتواضعين الذين لا يعرف الكبر إلي قلوبهم العامرة بالإيمان سبيلا.
وقد ألف أرجوزة في أصول الفقه الحنفي بطلب من تلميذه الشيخ عبد الله الملأ.